الدوحة في 09 سبتمبر /قنا/ تستضيف منافسات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، ثمانية استادات جرى الإعلان عن جاهزية ثلاثة منها هي استاد خليفة الدولي، واستاد الجنوب، واستاد المدينة التعليمية، بينما يتواصل العمل في الاستادات الخمسة المتبقية للإعلان عن جاهزيتها قبل انطلاق صافرة البطولة في 21 نوفمبر 2022 بوقت كافٍ.
وفي هذا السياق، كشفت اللجنة العليا للمشاريع والإرث في تقرير لها عن جوانب الاستدامة في استادات المونديال، من حيث التصميم والبناء والإرث الذي ستتركه البطولة في دولة قطر وخارجها.
وفي تصريح لها حول التقرير الجديد، قالت المهندسة بدور المير، مديرة الاستدامة والبيئة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: "لقد كانت الاستدامة، ولا تزال في صميم جهودنا للاستعداد للمونديال منذ الإعلان في 2010 عن فوزنا بحق استضافة أضخم حدث رياضي في العالم."
وأضافت المير: "كان هدفنا منذ البداية ضمان أن تترك عمليات تشييد البنى التحتية للبطولة وتطويرها إرثاً إيجابياً لعالمنا، وإرساء نموذج يحتذى به للبطولات الكبرى على صعيد الاستدامة وانعدام البصمة الكربونية."
من جانبه، أكد السيد فيديريكو أديتشي مدير الاستدامة والتنوع في الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، أن للاستادات دورا محوريا ضمن جهود الفيفا لتنظيم نسخة مستدامة وناجحة من المونديال، وقال: "من خلال نشر هذا التقرير نلمس بوضوح سبل الاستعدادات لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، بما يتوافق مع الخطوط العامة لملف الترشح لاستضافة البطولة، والجهود المتواصلة لتحقيق هذا الهدف، وسيتيح النهج المبتكر الذي اتبعته اللجنة العليا للمشاريع والإرث لتطوير تقنيات صديقة للبيئة واستخدامها أن تترك البطولة إرثاً ملموساً للمنطقة والعالم."
وسرد التقرير (عشر حقائق عن الاستدامة في استادات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ) كالتالي:
الحقيقة الأولى هي (أجزاء الاستادات القابلة للتفكيك) بما يتيح التبرع بما يزيد عن 170 ألف مقعد، حيث يشترط في الاستادات المستضيفة لبطولة كأس العالم سعة محددة للمقاعد تزيد عن احتياجات قطر المحلية، ومن هنا جاء الحل المبتكر بتشييد أجزاء من الاستادات قابلة للتفكيك، حيث من المقرر تفكيك ما يقرب من 170 ألف مقعد من بعض الاستادات عقب انتهاء البطولة، والتبرع بها لدول تفتقر للبنى التحتية الرياضية، ما يعني اتساع رقعة إرث المونديال. وبفضل هذا التصميم المميز، سيكون من السهل تفكيك المرافق ونقلها لأماكن جديدة وإعادة استخدامها.
أما الحقيقة الثانية فهي (أول استاد قابل للتفكيك بالكامل في تاريخ المونديال)، حيث يجري تشييد استاد راس أبو عبود من حاويات الشحن البحري، وسيجري تفكيكه بالكامل عقب انتهاء البطولة، مع استغلال أجزاء منه في بناء مرافق رياضية بعد عام 2022. كما سيجري تحويل موقع الاستاد إلى مشروع تنموي يطل على الواجهة البحرية للدوحة بأفق المدينة الشهير المطل على منطقة الخليج الغربي.
والحقيقة الثالثة تتعلق بالاستفادة من الاستادات طوال العام، حيث تمتاز الاستادات بأسقف متحركة قابلة للطي، وتقنيات تبريد على درجة عالية من الكفاءة في استهلاك الطاقة، ما يضمن الاستفادة منها على مدار العام. وعقب انتهاء البطولة، سيجري إعادة استخدام بعض من أجزاء الاستادات لخدمة المجتمع في صورة مستشفيات ومدارس ومتاجر للتجزئة وفنادق، كما تضم بعض المناطق المحيطة بالاستادات مسارات للجري والدراجات الهوائية ومضمارا لركوب الخيل، أضف إلى ذلك العديد من التجهيزات المختلفة. وقد افتتحت بالفعل ثلاث حدائق عامة هي حديقة الجنوب، وحديقة البيت، وحديقة الإرسال.
والحقيقة الرابعة عن الاستدامة في استادات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، هي وصول المشجعين للاستادات عبر وسائل النقل العامة، حيث يُعد مترو الدوحة وسيلة مواصلات سريعة اقتصادية وصديقة للبيئة، وتتألف منظومته من قطارات المترو والترام والحافلات التي ستنقل الركاب مباشرة إلى كافة الاستادات. وتكلف الرحلة الواحدة على متن مترو الدوحة ثلاثة ريالات قطرية، أي ما يعادل 0.82 دولار أمريكي، ويتوقع أن يستخدمه آلاف المشجعين خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
أما الحقيقة الخامسة فتختص بالأولوية لمواد البناء المستدامة، إذ تبلغ نسبة المواد المعاد تدويرها 15 بالمائة من إجمالي المواد المستخدمة في بناء الاستادات، وقد أعطيت الأولوية في شراء المواد من الموردين المحليين قدر الإمكان لدعم الاقتصاد القطري. أما الأماكن الداخلية للاستادات، فقد استخدمت فيها مواد طلاء تراعي صحة المشجعين، فيما تعكس الألوان الفاتحة المستخدمة في الواجهات الخارجية للاستادات ضوء الشمس ما يحد من ارتفاع درجة الحرارة في محيطها.
والحقيقة السادسة هي إعادة استخدام وتدوير مخلفات البناء، حيث أعيد استخدام وتدوير 90 بالمائة من المخلفات الناتجة عن عمليات الهدم في تشييد استاد الريان واستاد الجنوب. وقد صُممت الاستادات لتتمتع بنظام على درجة عالية من الكفاءة لإدارة المخلفات، وفصلها، وإعادة تدويرها بالموقع، كما يجري إعادة تدوير مياه الصرف الناتجة عن سكن العمال بالموقع واستخدامها في منع تصاعد الغبار والصرف الخاص بدورات المياه.
أما الحقيقة السابعة فتتعلق بتوفير مساحات خضراء تسهم في تلطيف درجة الحرارة، إذ تسهم المساحات الخضراء في خفض الشعور بالحرارة إذا ما قورنت بمواد البناء المختلفة كالأرصفة والأسفلت. ويحيط باستادات قطر 2022 قرابة 850 ألف متر مربع من المساحات الخضراء، أي ما يعادل مساحة 121 ملعباً لكرة القدم. علاوة على ذلك، جرى زراعة ما يزيد عن 16 ألف شجرة ونبتة من بينها نباتات موفرة للمياه. وتُروى المساحات الخضراء باستخدام المياه المعاد تدويرها، وتوفر موطناً لعدد من الطيور والحيوانات المحلية.
والحقيقة الثامنة هي استهلاك أقل للطاقة بنسبة 30 بالمائة مقارنة بالمعايير العالمية، حيث تستهلك الاستادات طاقة أقل بنسبة 30 بالمائة مقارنة بالحد الأدنى من متطلبات الجمعية الأمريكية لمهندسي التدفئة والتبريد وتكييف الهواء. ومن بين الخصائص التي تعزز كفاءة استهلاك الطاقة العزل السميك، والاختيار الذكي للموقع، إذ يستفيد كل استاد من أكبر قدر ممكن من الظل ومن الأجواء المناخية المحيطة في الحفاظ على البرودة في داخله.
ومن بين الخصائص التي تعزز من كفاءة الطاقة أنظمة التبريد والتهوية عالية الكفاءة، واستخدام الإضاءة بتقنية "ال اي دي"، والأنظمة المتطورة لمراقبة كافة جوانب العمل في الاستاد، مع سرعة الإبلاغ عن أوجه القصور لمعالجتها على الفور دون المساس بكفاءة التشغيل. ويخصص لكل استاد مركز للطاقة، ما يتيح إمكانية التحكم في الأحمال، ويحتوي على تجهيزات تشمل خزانات حرارية وأبراج تبريد للمساعدة في تحقيق أفضل مستوى من الكفاءة.
أما الحقيقة التاسعة فهي توفير المياه بنسبة 40 بالمائة مقارنة بالمعايير العالمية، حيث تشهد عمليات التشغيل في كل استاد تجميع بخار الماء الناتج عن نظام التبريد، ثم استخدامها في ري المساحات الخضراء، كما تستخدم المياه المعالجة في منع تصاعد الغبار. كما جرى تركيب تجهيزات خاصة في المغاسل ودورات المياه لتضمن كفاءة استهلاك المياه في الاستاد لتقل بنسبة 40 بالمائة مقارنة بالحد الأدنى من متطلبات كود السباكة العالمي.
وأخيرا الحقيقة العاشرة تتعلق بشهادات في الاستدامة خاصة أن المتطلبات الإلزامية للاتحاد الدولي لكرة القدم تشمل حصول كل من استادات مونديال 2022 على تصنيف لا يقل عن أربع نجوم وفق المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة (جي ساس) التي تديرها المؤسسة الخليجية للبحث والتطوير (جورد). وقد حصل كل من استاد المدينة التعليمية، واستاد البيت على تصنيف من فئة الخمس نجوم. ويقيّم نظام اعتماد الاستدامة في (جي ساس) مراحل عمليات التصميم والإنشاء في كل استاد، إضافة إلى مراكز الطاقة التي يجري تقييم التصميم والتشغيل بها وفق معدل كفاءة الطاقة الموسمية.
/قنا/