/قمة الدوحة/ تؤكد على أهمية دور المدن الذكية في مواجهة التحديات

الدوحة في 24 نوفمبر /قنا/ عقدت مشيرب العقارية، التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وشركة التطوير العقاري المستدام، قمة الدوحة للمدن الذكية، اليوم عبر تقنية الفيديو بمشاركة ممثلين عن المؤسسات الشريكة والمدن الذكية العالمية وعدد من الخبراء والمتخصصين.

وأظهر المتحدثون في كلماتهم مدى أهمية المدن الذكية لعصرنا الحالي وللأجيال القادمة لما تمتلكه من مقومات وقدرات في التعامل مع مختلف التحديات خصوصا في أوقات الجائحة، بالإضافة إلى دورها في دعم الاستدامة وكفاءة الطاقة والمياه.

وكشفت مشيرب العقارية خلال كلمة المهندس علي الكواري الرئيس التنفيذي بالوكالة لمشيرب العقارية عن قيامها باختبارات للمركبات ذاتية القيادة في مشيرب قلب الدوحة والتي ستوضع حيز التشغيل فور الانتهاء من الاختبارات الكاملة، وتم تطوير هذه المركبة من قبل شركة Air Lift وستشكل واحدة من الحلول المهمة للخدمة في مشيرب قلب الدوحة.

وقال الكواري في كلمته الافتتاحية: "منذ تأسيسها، أخذت مشيرب العقارية على عاتقها مهمة إنشاء مدينة ذكية ومستدامة بالكامل، فكانت مدينتا الرائدة مشيرب قلب الدوحة، التي تعتبر من أذكى المدن وأكثرها استدامة في قطر والمنطقة والعالم، فالمدن الذكية لم تعد الآن مسألة خيار، بل أصبحت توجها عالميا سائدا تعتمدها الدول والشركات لمواكبة متطلبات العصر الحديث، سواء للأفراد أو الشركات، أو حتى للمؤسسات والهيئات الحكومية، وأثبتت المدن الذكية خلال جائحة كورونا قدرتها على تلبية متطلبات الأفراد والشركات بشكل أفضل من المدن التقليدية، خصوصا في مجال التعليم عن بعد والقيام بالأعمال من المنزل، وخدمات التوصيل التي تعتمد على الروبوتات والمعدات غير المأهولة".

وأضاف "تبنت مشيرب العقارية مفهوم السيارة ذاتية القيادة غير المأهولة /autonomous vehicle/ والتي يمكن أن تستخدم في الكثير من الأمور خصوصا في خدمات التوصيل المختلفة، دون الحاجة إلى سائق، ويتم الآن مواصلة الاختبارات اللازمة على هذه المركبة في مدينتنا مشيرب قلب الدوحة، لنضعها في خدمة السكان والعاملين في المدينة فور الانتهاء من كل التجارب اللازمة."

بدورها، قالت السيدة ريم محمد المنصوري وكيل الوزارة المساعد لشؤون تنمية المجتمع الرقمي في وزارة المواصلات والاتصالات إن جائحة /كوفيدـ 19/ أجبرت العديد من الدول والمؤسسات على تسريع استراتيجيتها في التحول الرقمي، ودولة قطر أطلقت الرؤية الوطنية 2030 لتحويل قطر لبلد ذكي مجتمع متقدم وكذلك التحول إلى مجتمع المعلومات القائم على اقتصاد المعرفة، حيث تتبوأ قطر موقعها في طليعة العالم الرقمي .

ولفتت إلى أن الوزارة أطلقت منصة /تسمو/ كاستجابة رقمية للرؤية الوطنية حيث تسخر التكنولوجيا لإيجاد تطبيقات حلول ذكية.

وأضافت "لقد عملت منصة تسمو خلال وقت الجائحة على تسريع حلول الرعاية الصحية وأنشأت بالتعاون مع وزارة الصحة العامة منصة افتراضية للاستشارات الصحية، كما عملت على إنشاء تطبيق احتراز، الحل الذكي الذي يساعد على تتبع السلاسل الانتقالية للفيروس".

من جانبه، أشار سعادة السيد حسن عبدالله الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، إلى أن قطر استطاعت من خلال العمل والتخطيط السليم التغلب على مختلف التحديات المرتبطة بالتحضير لبطولة كأس العالم لكرة القدم، لافتا إلى أهمية الاستدامة في المحافظة على البيئة وهو ما اعتمد في بناء المنشآت.

وأضاف الذوادي في كلمته "نحن نعمل على تقديم تجربة ذكية للزوار خلال بطولة كأس العالم منذ لحظة صعودهم على الطائرة ووصولهم إلى مطار حمد وانتقالهم بمترو الدوحة وحجز الإقامة في مشيرب قلب الدوحة وغيرها من المقرات، وكذلك التنقل بين الاستادات"، مؤكدا على أهمية شبكة الجيل الخامس والمبادرات الذكية في دعم هذه الأهداف.

وبدوره، أكد سعادة الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني الرئيس التنفيذي لفودافون قطر في كلمته "أن المدن الذكية ضرورة عالمية لحل الكثير من التحديات ومنها الاستجابة لـ/كوفيد-19/، حيث تفوقت المدن الذكية في سرعة الاستجابة لما تمتلكه من قدرات منها القدرة على تحليل البيانات الضخمة وتطبيقات الذكاء الصناعي مما ساعد الجهات المسؤولة في وضع خطط لتتبع المصابين المحتملين.

وأضاف "فودافون قطر استثمرت في بنية تحتية متقدمة لتحفيز دمج البيانات وتحليلها وكانت أول من أطلق شبكة الجيل الخامس في العالم وأول من قدم الخدمات للمستخدمين الفعليين في قطر لما لها من تأثير عميق على طريقة عيشنا".

ولفت إلى أن "فودافون قطر ستواصل التعاون مع مشيرب العقارية لتحقيق أهداف الرؤية الوطنية للتنمية المستدامة لتقديم مجتمع مزدهر ومتقدم رقميا".

وشهدت القمة حلقات نقاشية بمشاركة خبراء ومتخصصين للبحث في مواضيع مهمة حيث بحثت الجلسة الأولى موضوع الأمن السيبراني في المدن الذكية وأهمية إضافة الذكاء الرقمي إلى حياة السكان، بينما تناولت الجلسة الثانية موضوع التنقل واستخدام المركبات ذاتية القيادة وكيف تقدم المدن الذكية نموذج أعمال جديدا لوسائل النقل.

وعقدت الجلسة الثالثة تحت عنوان "الابتكار والاستدامة.. من التحول في نمط الحياة إلى تغير المناخ"، فيما اختتمت القمة بجلسة خاصة حول استعداد المدن الذكية لمواجهة جائحة ما وكيف يمكن لمدينة أن تصمد في حالة الإقفال التام ومدى جهوزية المدن الذكية للتعامل مع الجائحة وغيرها.

وشكلت قمة الدوحة للمدن الذكية فرصة مهمة لقادة الصناعة والمتخصصين في تكنولوجيا المعلومات لمشاركة الأفكار والبحث في المواضيع ذات الصلة حيث مهدت الطريق لوضع إطار يحدد توجهات المدن الذكية في المستقبل.