وزارة التعليم والتعليم العالي تعقد منتدى التعليم الافتراضي

الدوحة في 03 أبريل /قنا/ عقدت وزارة التعليم والتعليم العالي، اليوم، منتدى التعليم الافتراضي 2021، تحت شعار /رؤى وتطلعات تتجاوز التحديات/ عبر منصة خاصة بالمنتدى، ليحقق بذلك جملة من الأهداف والرؤى التي يمكن أن تسهم في جودة التعليم واستمرار تطوره وازدهاره في دولة قطر، وإيجاد حلول مبتكرة لاستشراف مستقبل التعليم ما بعد جائحة كورونا /كوفيد - 19/، بالإضافة إلى تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين المهتمين بقضايا التربية والتعليم.

وشهد افتتاح المنتدى، الذي نظمته وزارة التعليم والتعليم العالي على مدى يوم واحد، حضور افتراضي لعدد من مسؤولي اللجان، والمتحدثون الرسميون، وخبراء ومتخصصون في مجال التعليم من داخل دولة قطر وخارجها.

وفي افتتاح أعمال المنتدى، ألقى سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي كلمة، أشار فيها إلى حرص الوزارة على استمرار عقد هذا المنتدى على مدى الأعوام الماضية، والذي تسعى من خلاله إلى طرح الأفكار الجديدة في المجال التعليمي، ومناقشة الممارسات التطبيقية المتميزة، وتبادل الخبرات بين المتخصصين والمهتمين بقضايا التربية والتعليم.

وقال "لقد كنا في هذا العام رغم ظروف جائحة /كوفيد ــ 19/ أكثر حرصا على انعقاده في ظل ما يشهده التعليم من مستجدات وتحديات وذلك لاستشراف مستقبل التعليم ما بعد الجائحة، ومن ثم فإن تنظيم المنتدى تحت شعار /رؤى وتطلعات تتجاوز التحديات/ يعد تعبيرا عن تطلعاتنا التي ننتظرها من المنتدى، والاستفادة مما يطرحه من رؤى قيمة لتجاوز التحديات المعاصرة التي واكبت تلك الجائحة".

وأضاف "لقد حرصنا في وزارة التعليم والتعليم العالي على مواصلة التعليم وتقديم كل جديد لأبنائنا الطلبة، ومتابعة دراستهم عبر التقنيات التربوية الحديثة، وها نحن اليوم نعقد هذا المنتدى لنواصل الاستفادة من خبرات المشاركين، وذلك في ضوء ما يمثله البحث العلمي من مكانة وأولوية في اهتمام الدولة بالتنمية البشرية، وإيمانها بأن الاستثمار في البشر هو الاستثمار الحقيقي والدائم، والذي يحقق التنمية الشاملة والمستدامة، لأن الإنسان سيبقى دائما هو هدف التنمية وأداة تنفيذها".

وأكد سعادة وزير التعليم والتعليم العالي، أن الوزارة حققت رغم جائحة كورونا، منجزات كبيرة أبرزها متابعة سير العملية التعليمية من خلال التعليم التكنولوجي البديل، وتمكين الطلبة من متابعة تحصيلهم العلمي، وإجراء اختباراتهم في كافة المراحل، والتحاق العديد منهم بالجامعات، مشيرا إلى أن الجائحة رغم أنها حالت دون تنفيذ بعض الأنشطة، لم تقلل من همة وعزيمة الطلبة، وهو ما تجلى في ميدان البحث العلمي من خلال أبحاثهم ومواصلتهم التفوق.

وأعرب الدكتور الحمادي عن شكره لسعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، على مشاركتها الفاعلة في المنتدى الافتراضي ودورها الريادي في دعم مسيرة التعليم في قطر.

من جانبها، شددت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، والرئيس التنفيذي للمؤسسة، في كلمة لها بالمناسبة، على أهمية الارتقاء بالعلم والتعليم.

وأشارت إلى أن العلم غاية عظيمة تتضمن هدف وجود الإنسان على الأرض وتتمثل في تحقيق السعادة في الدارين التي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال المرور من باب المعرفة.

وقالت إن إحداث التغيير وطرح حلول للتطوير، يعني في ما يعنيه، الإيمان حقا بأنه من خلال التعليم يمكن تنشئة أفراد لديهم حس المواطنة وتمكينهم من تحقيق النجاح في الحياة، مؤكدة أنه عند ذاك فقط "ستكون مهمتنا هي خلق البيئة الملائمة لتحقيق هذه الأهداف".

وأضافت "علينا أن لا ننسى ونتذكر دائما أن كل طفل يختلف تماما عن غيره من الأطفال، فكل طفل له احتياجات واهتمامات ومهارات مختلفة، وعلينا أن نتعرف عليها وندعمها وننميها من خلال بيئته"، مبينة أن النجاح في هذه المهمة يعني الوصول إلى أفراد سعداء وناجحين وفعالين في بناء مجتمع متكاتف.

واستأنست سعادة الشيخة هند، في ختام كلمتها، بمقولة للتربوي كين روبنسون أكد فيها على أن "الدور الحقيقي الذي يقع على عائق القيادة هو إدارة المناخ العام، بأن تخلق مناخا كل شيء فيه ممكن"، لتخلص سعادتها من ذلك إلى أن القيادة ليست منصبا بل هي اختيار، "فإن اخترنا أن ندرك دورنا الفردي كجزء من منظومة متكاملة يعتمد فيها البعض على أداء الآخر عندها سنستطيع أن نتقدم بإذن الله".

بدوره، أوضح الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر، في كلمة مماثلة، أن انعقاد منتدى التعليم الافتراضي يأتي استمرارا لجهود سابقة منذ بدء جائحة كورونا /كوفيد - 19/ لدعم العملية التعليمية في دولة قطر بكافة مكوناتها من منهج دراسي وطرق تدريس وتقييم ومعلمين وطلبة وأولياء أمور.

وربط رئيس جامعة قطر بين عنوان المنتدى وتأثيرات الجائحة، فقال "من الواضح أنها أثرت في اختيار عنوان المؤتمر ومحاوره وموضوعات جلساته لتسلط الضوء على التغيير الواضح في أساليب واستراتيجيات التعليم والتعلم، وداعية إلى إعادة النظر في كل ما تقدمه المؤسسات التربوية في قطر والعالم".

وأشار إلى أن العالم اليوم يشهد تحولات لم يعرفها من قبل في حركة تدفق المعلومات، وتزايد الإبداعات التكنولوجية، والطموحات الاقتصادية، مبينا أن ذلك قد يكون هو ما دفع البشرية إلى أن تتجه نحو مجتمع جديد اصطلح على تسميته بـ/مجتمع المعرفة/، وهو المجتمع القائم على إنتاج المعرفة وامتلاكها وتداولها واستثمارها في جميع مجالات التنمية الإنسانية والتنمية المستدامة.

وأكد أن المعرفة أصبحت اليوم المورد الأساس للثروة والقيمة المضافة والعامل الحاسم في آليات صنع القرار، مضيفا أن رأس المال المعرفي برز بوصفه ركيزة أساسية لأي مجتمع يسعى إلى التقدم، لأن ملامح تقدم المجتمعات تتحد من خلال قدرة أفرادها على توظيف المعرفة في مختلف مجالات الحياة.

وأوضح الدكتور الدرهم، أن البحث العلمي يعد الرافد الرئيس لإنتاج المعرفة ونشرها وتطبيقها، كما يعتبر نقطة الانطلاق لبناء مجتمع المعرفة، مبرزا تعاظم مكانة البحث التربوي باعتباره فرعا من فروع البحث العلمي في مجتمع المعرفة، حيث يسهم في تكوين فكر تربوي قائم على أسس علمية، كما يسهم في تطوير التعليم ومواجهة مشكلاته، وتحسين مخرجاته، وتكوين أبناء المجتمع الذين يشكلون رأس المال الفكري، ومن ثم تحقيق آمال المجتمع وطموحاته.

ولفت رئيس جامعة قطر، إلى أن الهدف الأسمى المتوخى من هذا المنتدى هو استشراف المستقبل وليس ابتكار حلول آنية استجابة لأزمة أو عرض طارئ، معتبرا أنه يتحتم على المجتمع التربوي في هذه الفترة الحرجة من تاريخ التعليم في العالم أن يصمم التغيير ويقوده لا أن يستجيب له، من خلال مراجعة السياسات التربوية، وتحديات التعلم الإلكتروني، واستراتيجيات تقويم وتعلم الطلبة عن بعد، والتطوير المهني، والتفاعل الصفي، وابتكار تطبيقات تعليمية تفاعلية، والتعليم القيمي، والنمو الشخصي للطلبة، وتطوير مهارات الحياة، ومهارات القيادة.

وقال الدكتور الدرهم "طموحنا أن يمتد هذا الأثر إلى داخل إدارات مؤسسات التعليم العالي، مشكلا نقطة انطلاقة جديدة لكل باحث وطالب علم، ومشكلا بداية لأفكار بحثية وابداعية جديدة".

ورأى، انطلاقا من أن الخطاب المعرفي تتعدد فروعه، وتتشابك تأثرا وتأثيرا، أن الفرصة الآن أصبحت مواتيه أكثر من أي وقت مضى لدخول ملاحظ أو غير ملاحظ لأفكار العولمة، ولكون السياق الاجتماعي والسياسي والثقافي وكل التغيرات العالمية الحاصلة تسهم في تحديد ملامح هذا الخطاب أو في تأسيس ركائزه.

وتحدث رئيس جامعة قطر عن سبب اختياره لموضوع /العولمة ومناهج البحث العلمي/، مبرزا الإشكال الذي تطرحه العلاقة بينهما وبين المناهج في مختلف الفروع المعرفية الإنسانية، وكون انسياب الأفكار ومحتويات المناهج الدراسية والفيديوهات المتعلقة بها بين دول العالم المختلفة أصبحت أكثر شيوعا.

ودعا إلى خلق وتأسيس وعي موضوعي يرتكز على سمة التبادل المعرفي بتجاوز سلبيات العولمة، وما تدعو إليه من انفلات معرفي وقيمي أو تذويب للحدود، وقتل الهويات والمرجعيات، مبينا أن على المؤسسات التربوية أن تساهم في إنتاج المعرفة لا الاكتفاء باستخدام وتوظيف ما ينتجه الآخرون، عن طريق الاستفادة من إيجابياتها وتقنياتها الحداثية من أجل بناء مجتمع يعي حدود رسالته، ويرتكز على وعي معرفي أصيل يقدر قيمة العلم ويؤطرها من أجل تحقيق قيمة الإنسان في حد ذاته،

كما أكد على مركزية التعليم لبناء القدرة على النهوض وإعداد الجيل القادم من المواطنين القادرين على المساهمة بشكل إيجابي في الظروف الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لمجتمعاتهم، مشيرا إلى أنه من خلال هذا الدور المحوري للتعليم يجب إعادة تصميم إطار المناهج الدراسية ليشمل أهداف التنمية المستدامة في صنع جودة تعليم شاملة تعزز فرص التعلم المستمر للجميع، وذلك لإعداد الأفراد الواثقين والمواطنين المسؤولين الذين يتمتعون بالمرونة ويدعمون القيم الأساسية لمجتمعهم ولضمان تعزيز المعارف والمهارات والقيم التي تطور بيئات التعلم والحياة والعمل وتعزز المسارات إلى السلام والتسامح.

يشار إلى أن الجلسة العامة لمنتدى التعليم الافتراضي، التي افتتحت في ختام جلسة المنتدى الافتتاحية، تناولت مستقبل التعليم في ضوء المستجدات والتحديات التي فرضتها جائحة /كوفيد - 19/، وناقش المشاركون فيها دور التعليم في الثورة الصناعية الرابعة، والفرص التي توفرها التكنولوجيا في مجالات الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي والواقع المعزز وتكنولوجيا الحوسبة وشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها، وانعكاسات كل ذلك على واقع التعليم ومستقبله وتلبيته لمتطلبات التنمية المستدامة وسوق العمل.

وفي أعقاب ذلك افتتحت الجلسات التدريبية للمنتدى، حيث تميز منتدى التعليم الافتراضي 2021 بتنوع الجلسات، التي بلغ عددها 31 جلسة قدمها41 متحدثا من داخل وخارج دولة قطر، ما بين أوراق عمل وورش تدريبية ومحاضرات قدمها تربويون من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول عربية وعالمية.