الدوحة في 13 مايو /قنا/ يمثل منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ، محطة سنوية مهمة لمناقشة وضع الاقتصاد العالمي، وآفاق نموه، والتحديات التي تواجهه، وسبل التعامل معها.
وعقدت النسخة الأولى من المنتدى في الدوحة في يونيو عام 2021، تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وحملت شعار: "إعادة تصور العالم"، وذلك عبر تقنية الاتصال المرئي، وبمشاركة العديد من قادة الدول ورؤساء الحكومات، ونخبة من الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات العالمية، وشخصيات ملهمة، وصناع قرار في مجالات التمويل والاقتصاد والاستثمار والتكنولوجيا والطاقة والتعليم والرياضة والمناخ، بالإضافة إلى أكثر من 100 متحدث من كافة أنحاء العالم.
وقد أشار حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، لدى افتتاحه أعمال النسخة الأولى من المنتدى إلى التحدي الذي مثله فيروس كورونا "كوفيد-19"، وقال سموه: "يأتي اجتماعنا اليوم ونحن في خضم المواجهة مع جائحة /كوفيد-19/ والتي شكلت تحديا خطيرا وغير مسبوق للإنسانية جمعاء على كافة الأصعدة، بما في ذلك المجال الاقتصادي حيث دارت نقاشات لا حد لها حول المفاضلة الوهمية بين صحة الناس وصحة الاقتصاد، وطغت الضبابية على توقعات المؤسسات الدولية بشأن الآفاق المستقبلية للاقتصاد العالمي، خصوصا أن العالم لم ينتقل حتى الآن إلى مرحلة ما بعد الجائحة في ظل موجات العدوى المتجددة وتحورات الفيروس التي أكدت حالة عدم اليقين".
وتدارس المشاركون في المنتدى على مدى ثلاثة أيام جدول الأعمال الذي شمل ستة محاور رئيسية، هي: "التكنولوجيا المتقدمة"، والذي سلط الضوء على التغييرات الدائمة في العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، و"عالم مستدام" والذي استكشفت تقاطع الرأسمالية مع المناخ، و"الأسواق والاستثمار" وهو المحور الذي شهد مناقشة قدرة المستثمرين في سعيهم الحثيث إلى فرص النمو، على تشكيل اقتصاد عالمي أكثر مرونة.
كما شمل جدول الأعمال محور "تدفقات الطاقة والتجارة"، والذي جمع بين وسطاء الطاقة العالميين لمشاركة رؤيتهم المستقبلية، ومحور "المستهلك المتغير" الذي تناول مستقبل التجارة، و"عالم أكثر شمولا" لتقديم أفكار حول تعافي المجتمعات ما بعد الجائحة.
وسلط المنتدى الضوء على بيئة الأعمال التي توفرها الدولة والفرص الاستثمارية المتاحة، واستعرض التطورات التي تم إحرازها في تنفيذ المشروعات التنموية الكبرى ولاسيما المشاريع المرتبطة باستضافة فعاليات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 وجهود دولة قطر في سبيل تكريس الالتزام بالنظام التجاري العالمي متعدد الأطراف وتعزيز الانفتاح الاقتصادي وتوطيد أواصر التعاون مع مختلف الشركاء التجاريين حول العالم.
أما النسخة الثانية من المنتدى، فقد عقدت في الحادي والعشرين من يونيو 2022، بينما كان العالم يمر بمنعطف حرج نتيجة تداعيات جائحة كورونا /كوفيد-19/ والحرب في أوكرانيا والمخاوف من الركود والنقص الغذائي.
وعقدت هذه النسخة تحت شعار: "تحقيق المساواة في التعافي الاقتصادي العالمي"، بمشاركة العديد من رؤساء الدول والحكومات وكبار المسؤولين من صناع السياسات والبرلمانيين والمفكرين ورجال الاقتصاد والأعمال والإعلام وممثلي منظمات إقليمية ودولية.
وتبادل المشاركون، طيلة أيام وجلسات المنتدى، وجهات النظر وسلطوا الضوء على مستقبل الاقتصاد العالمي والمسؤولية نحو الوصول لتعافي شامل ومستدام، كما كانت استعدادات قطر لاستضافة كأس العالم FIFA قطر 2022 في صلب أعمال المنتدى، وذلك في إطار تسليط الضوء على دولة قطر بوصفها وجهة استثمارية رائدة في المنطقة والعالم، والحوافز والفرص الاستثمارية التي تتيحها الدولة للمستثمرين ورواد الأعمال، وكبرى الشركات العالمية في القطاعات غير النفطية وذات القيمة المضافة، خاصة المجالات التي تخدم رؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية الثانية 2018 - 2022، والهادفة لإرساء اقتصاد متنوع وتنافسي مبني على المعرفة.
وفي مايو من العام الماضي 2023 استضافت الدوحة النسخة الثالثة لمنتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ، تحت شعار /قصة جديدة للنمو العالمي/.
وعكست المشاركة الدولية الواسعة والمرموقة في النسخة الثالثة من المنتدى، والتي بلغت 130 دولة، أهمية هذه المنصة العالمية للحوار حول التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، لاسيما وأن المنتدى يحاول تغطية كافة أركان الاقتصاد، سواء من ناحية التجارة وربطها بالطاقة أو الاستثمار أو التكنولوجيا الحديثة أو المزاج العام للمستهلكين، فضلا عن الاضطرابات الجيوسياسية وتأثيراتها المعقدة.
واستمرت أعمال المنتدى ثلاثة أيام، حفلت بالمناقشات المعمقة والجادة واستهدفت وضع الاقتصاد العالمي من جديد على طريق النمو واستشراف مستقبله في عالم سريع التغير. ومن خلال 7 جلسات رئيسية ضمت ما يزيد على 50 جلسة حوار فرعية، ناقش المنتدى تعزيز الشراكات الاقتصادية الدولية، وتقوية جسور التواصل والحوار بين مختلف الشعوب، وكيفية تعظيم القدرة التنافسية العالمية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في نظام اقتصادي متغير وديناميكي.
كما ناقش المنتدى مستقبل الاستثمار الأجنبي المباشر في الأوقات الاقتصادية الصعبة، ومدى تأثره بالمخاطر والتحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي، وتأثير التوترات الجيوسياسية على هذه الاستثمارات، والتحولات الجذرية التي تشهدها أسواق المنطقة، والسبل المثلى لإدارة التضخم وتعزيز الإنتاجية طويلة الأجل والنمو الاقتصادي وسبل رفع رواتب ومخصصات العمال دون التسبب في ركود عميق وطويل الأمد، وكيفية تطوير التجارة المباشرة بين دول الجنوب، وسبل توجيه التحول العالمي للطاقة الخضراء وجهود الأعمال المستدامة، الوجهة الصحيحة عبر تجنب أسوأ سيناريوهات التغير المناخي، وحظيت مواضيع أخرى كالسياحة والرياضة والذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات الحديثة بنصيب وافر في جلسات المنتدى بدورته الثالثة التي شهدت توقيع نحو 8 اتفاقيات ومذكرات تفاهم.
وينتظر أن يواصل المنتدى من خلال نسخته الرابعة دوره في تشخيص واقع الاقتصاد العالمي واستشراف مستقبله ومحاولة رسم مسار المراحل المستقبلية للنمو الاقتصادي العالمي، من خلال التركيز على التحديات العالمية والتي تؤثر على المجتمعات والاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
ويعد تنظيم منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ، جزءا هاما من جهود الدولة نحو ترسيخ مكانتها مركزا تجاريا محوريا لقطاع الأعمال في العالم، ويمثل منصة دولية سنوية تجمع قادة ورؤساء الحكومات والخبراء من مختلف أنحاء العالم لوضع تصورات مبتكرة وجديدة للقضايا التي تعنى بالاقتصاد العالمي.
كما يعد المنتدى منصة للحوار الاقتصادي، ليس فقط لدولة قطر بل للمنطقة بأكملها. وأصبح المنتدى الذي يعقد من خلال شراكة استراتيجية بين شركة "بلومبيرغ ميديا" والمدينة الإعلامية في قطر، أحد أكثر منتديات الأعمال تأثيرا في المنطقة.
ويشكل المنتدى، فرصة لترويج الاقتصاد القطري عالميا، من خلال تسليط الضوء على ما يوفره من محفزات وتسهيلات تسهم في جذب المزيد من الاستثمارات والأعمال التجارية إلى الدولة، فضلا عن زيادة الثقة في الاقتصاد القطري، مما يؤدي إلى تحفيز النمو الاقتصادي وتسريع وتيرته.
ويلعب الموقع الجغرافي لدولة قطر دورا هاما في تعزيز روابطها الاقتصادية مع مختلف دول العالم، ويساعدها في الوقت نفسه على تطوير منظومتها التجارية الخارجية، إذ تتميز بخط ساحلي يبلغ طوله 563 كيلومترا على الساحل الغربي للخليج العربي، وبنية تحتية، وشبكة طرق، ومطار وميناء متطورين، عززا من سعيها لتبوؤ الصدارة في هذا المجال إقليميا وعالميا، حتى أصبحت حلقة وصل بين الشرق والغرب، وآسيا وأوروبا، وجعلها وجهة لسياحة المؤتمرات وكبرى الفعاليات، ومنها منتدى قطر الاقتصادي، الذي ساهم هو الآخر في الترويج للاقتصاد الوطني والفرص الاستثمارية.
وتمثل شركة بلومبيرغ الإعلامية مصدرا موثوقا لأخبار الأعمال والفعاليات، إذ تساعد صناع القرار في تحديد الفرص ومواجهة التحديات في اللحظات الحاسمة، ويشكل التعاون مع مجموعة بلومبيرغ الإعلامية فرصة لتبادل الأفكار والمساهمة في وضع حلول مبتكرة وجديدة من شأنها المساهمة في معالجة الصعوبات الراهنة وبناء مستقبل أفضل للجميع.