الدوحة في 28 أبريل /قنا/ أكدت صحيفتا /الشرق/ و/الراية/ في افتتاحيتيهما اليوم، أن الأزمة الخليجية المفتعلة عمدا من قبل دول الحصار والتي توشك على إكمال عامها الثاني، ضربت المنظومة الخليجية في عمقها وهددت أمن الدول الخليجية وجردتها من القدرة على مواجهة التحديات الإقليمية أو التأثير في محيطها.
وأوضحت الصحيفتان أن بقاء الأزمة على حالها يؤكد أن الجميع خاسرون، كما يؤكد أن حصار قطر قد شل مجلس التعاون رغم أنه جعل دولة قطر أقوى من السابق، بعدما عززت استقلالها السياسي والاقتصادي واستخدمت القوة الحكيمة في التعامل مع الأزمة.
فمن جهتها، قالت صحيفة /الشرق/ إنه "بعد نحو عامين من الأزمة يجمع المراقبون على أن قطر خرجت منها منتصرة، وتضررت المنظومة الخليجية وتراجع تأثير الخليج الاستراتيجي، بعدما فشل مجلس التعاون الخليجي في إنهاء واحدة من الأزمات التي عصفت به وبددت مناخ الثقة بين بلدان المجلس وفقدت معها أمانة مجلس التعاون مصداقيتها".
وأضافت الصحيفة أن فقدان الثقة وتقطيع أوصال العلاقات الاجتماعية هما أبرز ما خلفته الأزمة الخليجية.. مشيرة إلى أن مجلس التعاون الخليجي بعد أن كان مصدرا لأمان دوله، تفاجأت الشعوب الخليجية بأن الخطر اندلع من داخل المنظومة ومن مقر دولة الأمانة التي خانت مبادئ تراضت عليها الشعوب وترعرعت عليها الأجيال بالثقة في الجيران والأشقاء، فإذا بثلاث دول من المنظومة الخليجية تبدد ما ترسخ في ذهن المواطن الخليجي ليتم حصار قطر وتجريم من يتعاطف مع المواطن القطري الممنوع من الحج والعمرة والتنقل واستعادة ممتلكاته وممارسة حقه في التعليم والعلاج في أي من دول الحصار لا لشيء إلا لأنه رفض المساس بسيادته الوطنية .
ونوهت بتخصيص منتدى الجزيرة في نسخته الثالثة عشرة لبحث الأزمة الخليجية التي رفعت فيها دول الحصار، ثلاثة عشر مطلبا اشترطتها لرفع الحصار ورفضتها قطر، وذلك لتعارضها مع مبادئ السيادة الوطنية، حيث كان غلق الجزيرة أحد هذه المطالب الجائرة.. مبينة أنه إذا كان غلق الجزيرة أحد المطالب الثلاثة عشر المرفوضة، فإن القناة ستبقى منبرا للشعوب وستبقى قطر ساحة للحوار البناء والرأي والرأي الآخر .
وأشارت /الشرق/ في ختام افتتاحيتها إلى ما أكده سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة، بأن القناة ستبقى تراقب نبض هذه المنطقة عن كثب، وتنقل إلى العالم آمال شعوبها بدقة ونزاهة، بعدما أكدت الثورات أن شعوب المنطقة تتمتع بنضج سياسي وتتمسك بالأساليب السلمية الحضارية في المطالبة بحقوقها وأنها مصرة على تحقيق الحرية والتنمية ومكافحة الفساد وبناء مجتمعاتها .
وبدورها، عبرت صحيفة / الراية / عن أسفها من الأزمة الخليجية المفتعلة عمدا من قبل دول الحصار والتي توشك على إكمال عامها الثاني ، والتي ضربت المنظومة الخليجية في عمقها وهددت أمن الدول الخليجية وجردتها من القدرة على مواجهة التحديات الإقليمية أو التأثير في محيطها.. لافتة إلى أنه على الرغم من أن حصار قطر قد شل مجلس التعاون ، إلا أنه جعل قطر أقوى من السابق بعدما عززت استقلالها السياسي والاقتصادي واستخدمت القوة الحكيمة في التعامل مع الأزمة.
وأشارت الصحيفة بهذا الصدد إلى تأكيد سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية، في الدورة الثالثة عشرة لمنتدى الجزيرة، أمس، أن الأزمة الخليجية بالحصار الجائر المفروض على قطر، شلت فعالية مجلس التعاون وفرقت كلمته بعد أن كان من أهم منظمات العمل العربي المشترك وأكثرها تماسكا وانسجاما وقالت إن هذا التأكيد لم ينبع من فراغ وإنما جاء متوافقا مع الواقع الحالي خاصة بعدما فشل المحور الخليجي ووأد تطلعات شعوب المنطقة نحو الحرية والكرامة.
وحذرت / الراية / من تصاعد الصراعات في المنطقة ومطامع القوى الإقليمية والدولية، كما أكد سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني ، أن الأزمة الخليجية تمثل أحدث الأزمات بالمنطقة، وأن خطورتها تكمن في أنها ضربت المنظومة الخليجية في عمقها، وهددت أمن الدول الخليجية وأثرت على النسيج الاجتماعي الخليجي بإفشالها الخطوات العملية نحو التلاقي والتقارب الخليجي، كما أنها أدت إلى فقدان هذه الثقة بين دول المجلس .
وتابعت :" الجميع يدرك أن حصار قطر شكل هاجسا في مخيلة باقي دول مجلس التعاون بإمكانية تعرضها لنفس الموقف باتفاق ثلاث دول على دولة أخرى، وأنها أضرت بأسس وأنظمة الأمانة العامة لمجلس التعاون واتخاذ قرارات فردية لحصار دولة معينة، ومن هنا فإن أزمة الثقة بين دول مجلس التعاون، كما أكد سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، تحتاج إلى معالجة عميقة من الباحثين والإعلاميين، لأن فقدان الثقة بين الدول من أسوأ الأزمات في تاريخ الأمم، وهذا الأمر أصبح مهددا وأوجد عدم الثقة بين جميع الدول".
وخلصت /الراية/ في الختام إلى القول :" على دول الحصار أن تدرك أن حصار قطر لم يحقق أهدافها بل الجميع خاسرون، وأن المنطقة لم تجن من الحصار شيئا سوى أنه شل فعالية مجلس التعاون وفرق كلمته بعد أن كان من أهم منظمات العمل العربي المشترك وأكثرها تماسكا وانسجاما".
/قنا/