/منتدى الدوحة/ يستعرض واقع ومستقبل التعاون بين مجلس التعاون وآسيا

الدوحة في 10 ديسمبر /قنا/ استعرض منتدى الدوحة واقع ومستقبل العلاقات التي تربط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالدول الآسيوية الأخرى، وخاصة الصين والهند وجمهورية كوريا واليابان وفرص تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، لاسيما الاقتصادية والتجارية والطاقة مع النظر إلى المشهد الجيوسياسي الحالي.

وشدد المشاركون في جلسة عقدت ضمن أعمال /منتدى الدوحة 2023/ تحت عنوان "آسيا ودول مجلس التعاون الخليجي: شراكة عميقة" على أهمية النظر إلى علاقات دول مجلس التعاون مع بقية الدول الآسيوية بنهج جديد يستند إلى شراكات استراتيجية تهدف إلى النهوض بالتعاون بين الطرفين إلى آفاق أكبر.

وفي هذا الإطار شدد سعادة السيد جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على أهمية علاقة دول مجلس التعاون بآسيا، ولكنه نبه إلى أن التقارب بين دول المجلس والدول الآسيوية لا يعني تخفيف الشراكة والتعاون مع الشركاء التاريخيين لدول التعاون مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.

وقال البديوي : هناك انفتاح جديد في العلاقة بين دول مجلس التعاون والدول الآسيوية وإن تعميق العلاقات في هذا الإطار يعتبر أمرا طبيعيا ومنطقيا بالنظر إلى أن دول مجلس التعاون تقع في قارة آسيا، وكذلك هناك علاقة تاريخية من الناحية التجارية بين شعوب الخليج وآسيا، وخاصة الهند قبل طفرة النفط.

وأضاف سعادته أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية عقد عدة قمم واجتماعات مع مختلف الأطراف في آسيا على سبيل عقد قمة مجلس التعاون والصين وقمة مجلس التعاون وآسيا الوسطى، كما تم عقد اجتماع وزاري خليجي مع وزير الخارجية الياباني وهو ما يؤكد انفتاح دول المجلس مع كافة الدول في آسيا.

وأكد أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية يعمل بصفة مستمرة على عقد وخلق شراكات مع كافة الأطراف الدولية سواء في أوروبا أو خارجها مثل إفريقيا ودول البحر الكاريبي، وذلك في إطار جهود شاملة لتعزيز التعاون وتنويعه مع الجميع.

وتابع قائلا: إن حجم التبادل التجاري الكبير بين دول مجلس التعاون وآسيا يجب أن يكون مصحوبا بشراكات للتأكد من المواصلة ودعم العلاقات العميقة مع الجهود الحثيثة للتوصل إلى اتفاقية التجارة الحرة مع الصين وسنغافورة وكوريا الجنوبية.

وعبر سعادة الأمين العام لمجلس التعاون عن حرص واهتمام دول المجلس بالعلاقات مع الدول الآسيوية ووصفهم بالشركاء الموثوقين في بناء البنية التحتية في مختلف دول المجلس.

وعن التأثير الذي يمكن أن تحدثه الحرب على قطاع غزة في العلاقات بين دول مجلس التعاون ودول آسيا، شدد سعادة السيد جاسم البديوي على أهمية وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني، مؤكدا أيضا على أهمية إيجاد حل عادل يمكن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي من العيش بسلام وفق مبدأ حل الدولتين.

بدوره، أكد الدكتور يو بنغ بنغ من جامعة بكين على قوة العلاقات التي تربط الدول الآسيوية بدول مجلس التعاون ومنها الصين، منبها إلى أنه لا توجد منافسة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين فيما يخص منطقة الخليج، وقال إن المنطقة ليست ساحة للمنافسة بل يمكن التعامل مع الجميع باحترام متبادل ولا ترغب الصين في أن تقف دول مجلس التعاون مع صف على حساب صف آخر.

وأوضح أن الصين لديها علاقة قوية مع دول الخليج وهي علاقة تزداد قوة، حيث تجاوزت التعاون التقليدي في الطاقة، فالصين تستورد 40 بالمائة من احتياجاتها من النفط من الخليج، كما توجد مجالات أخرى للتعاون القوي بين الجانبين في قطاع الطاقة المتجددة والاقتصاد الرقمي والعلوم الطبية.

من ناحيته، استعرض الدكتور عبدالعزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث أهمية الشراكات بين دول مجلس التعاون ومختلف الدول الآسيوية الأخرى وركز في هذا الإطار على التعاون الذي يربط المملكة العربية السعودية مع عدد من دول آسيا ومنها الهند الذي وصل حجم التبادل التجاري بينها وبين السعودية إلى 55 مليار دولار و106 مليارات دولار مع الصين و70 مليار دولار مع اليابان و20 مليار دولار مع دول آسيوية أخرى، إلى جانب أن 75 بالمائة من صادرات السعودية تذهب إلى آسيا.

وتحدث الدكتور ابن صقر عن أن دول آسيا ليست بديلا عن الولايات المتحدة وأوروبا خاصة من الناحية الأمنية، حيث لا يمكن للدول الآسيوية أن تقدم متطلبات الدفاع أو ضمانات الدفاع التي ترغب فيها دول مجلس التعاون، مؤكدا أن النظر إلى الشرق (دول آسيا) يعني الرغبة في توسيع التعاون دون إغفال الشركاء التاريخيين.

من جانبه، أوضح الدكتور شوجي هوساكا من معهد الطاقة والاقتصاد في اليابان أن مستقبل التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا ولاسيما اليابان سوف يتركز في المستقبل على التبادل التكنولوجي، ورأى أن حضور اليابان في الاقتصاد الخليجي كان يتقلص في السنوات الأخيرة بسبب النمو السريع الذي تشهده الصين.

وأكد أن الشراكات بين اليابان ودول مجلس التعاون قائمة على المساواة فيما يجب أن يتم تعزيز سياسات اقتصادية بين الجانبين تكون أكثر تأثيرا خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات الأخرى كالهيدروجين والأمونيا.

وقال إن اليابان ترى أن النهج الأكثر فاعلية لتطوير التعاون بين اليابان ودول مجلس التعاون هو التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة مع مجلس التعاون، موضحا أن المفاوضات في هذا الشأن سوف تستأنف العام المقبل.

من ناحيته، أوضح الدكتور نيلانجان غوش مدير مؤسسة أوبزرفر للأبحاث في الهند أن طريق الحرير يعتبر مهما للتكامل والتعاون بين بلاده ودول مجلس التعاون، حيث يشكل فرصة لتعزيز الأعمال والاستثمارات بين الجانبين مع وضع إطار تشريعي للممر لتخفيض تكاليف التبادل التجاري.

وأكد أن الإمكانيات التي تتوفر لدى دول مجلس التعاون من جهة والهند من جهة أخرى من شأنها أن تساهم في النهوض بالتعاون بين الجانبين مع التطلع إلى إبرام اتفاقيات تجارية جديدة متطورة.