الدوحة في 13 سبتمبر /قنا/ نظمت مؤسسة التعليم فوق الجميع، بالشراكة مع وزارة التعليم والتعليم العالي، واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، وهيئة تنظيم الأعمال الخيرية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة /اليونيسيف/، وصندوق قطر للتنمية، حدثاً افتراضياً عالي المستوى في قطر احتفاء بذكرى اليوم العالمي الأول لحماية التعليم من الاعتداءات.
وشدد المتحدثون على دور دولة قطر في دعم قضايا التعليم والتزامها من أجل جعل التعليم متاحًا لملايين الأطفال المحرومين، وتحقيق السلام والتنمية وحماية حقوق الإنسان.
وبهذه المناسبة قال سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي، وزير التعليم والتعليم العالي: "يأتي تنظيم هذه الذكرى الأولى، تثميناً للدور القيادي لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، عضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، في نصرة قضايا التعليم في العالم، واستجابة للمبادرة التي دعت إليها سموها واعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرار تخصيص التاسع من سبتمبر من كل عام كمنصة سنوية للمجتمع الدولي، لمراجعة الالتزام بآليات حماية التعليم من الاعتداءات".
وأضاف: "إن هذا اليوم يجسد أهميته كمطلب أساسي لتحقيق التنمية المستدامة للجميع وتلتزم دولة قطر بتوفير التعليم الجيد لملايين الأطفال الذين فقدوا حقهم في التعليم بسبب النزاعات والحروب والكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم".
من جانبه، قال سعادة السيد يوسف بن محمد العثمان فخرو وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية: "لقد قضت الحروب منذ عقود على الكثير من حقوق وأحلام الشعوب، وأنشأت أجيالا حرمت من أبسط مقومات الحياة، وخلفت الكثير من الضحايا والتبعات الثقيلة على الدول والمجتمعات، والتي لا يمكن التعافي منها إلا من خلال التركيز على الإنسان نفسه وإعادة بنائه من خلال التعليم والمعرفة".
وأضاف: "إن هيئة تنظيم الأعمال الخيرية تؤكد التزامها ومضيها قدما في العناية وإعطاء الأولوية لمشاريع التعليم من أجل الإنسان وبناء السلام وتنمية المجتمعات".
بدوره، قال السيد خليفة بن جاسم الكواري، المدير العام لصندوق قطر للتنمية: "ساهمنا في دعم التعليم والتدريب المهني وتوفير المنح الدراسية وترميم وإعادة بناء المدارس والجامعات في جميع أنحاء العالم حيث تعددت مساهمات صندوق قطر للتنمية لدعم وصول التعليم الجيد والآمن والمنصف في حالات الطوارئ وفي مناطق النزاعات والأزمات وما بعد النزاع في نواح متعددة مثل دعم التعليم الرسمي وغير الرسمي وطباعة الكتب وتوزيعها والتدريب التقني والمهني وتوفير المنح الدراسية وترميم وإعادة بناء المدارس والجامعات، بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي، يعمل صندوق قطر للتنمية باستمرار على تعزيز ضمان تكافؤ فرص التعلم لجميع الأطفال والشباب كي لا يتخلف أي شخص عن ركب التعليم".
من جهته، قال سعادة الشيخ مبارك بن ناصر آل ثاني، مدير إدارة الاتصالات في مؤسسة التعليم فوق الجميع: "على الرغم من تأكيد قانون النزاعات المسلحة على ضرورة توفير التعليم للأطفال أثناء الحروب وحمايتهم وعدم استهداف المدارس والجامعات، ومع تشديد القانون الدولي على أهمية تجنيب المدنيين، إلا أنهم باتوا هم الأكثر عرضة للمخاطر، الأمر الذي يتطلب اتخاذ موقف دولي حازم يردع ويحاسب المخالفين، ويضمن عدم إفلات الجناة من العقاب على انتهاكات القانون الدولي المتعلقة بالتعليم".
وخلال الفعالية أقيمت حلقتا نقاش الأولى بعنوان /تحديات الشباب ونظرتهم حول مستقبل التعليم/، وبدأت برسالة مسجلة من قبل السيدة هنريتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف، والسيد تيد شيبان، المدير الإقليمي لليونيسيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
أما الحلقة النقاشية الثانية فجاءت تحت عنوان /صناعة الفرص والمضي قدما/، وجهت فيه رسالة مسجلة للسيدة ستيفانيا جيانيني مُساعدة المدير العام لليونسكو لشؤون التعليم، وسعادة السيد علي حيمد، وزير التربية والتعليم العراقي.
ووفقاً لتقرير التحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات لسنة 2020 سجل ما لا يقل عن 11000 هجوم متعمد على التعليم في السنوات الخمس الماضية، وقع ضحيتها 22 ألفا بين قتيل وجريح من الطلبة والمعلمين والأكاديميين في أكثر من 93 دولة، وفي نفس الفترة تم اختطاف عدد من الأطفال أو تجنيدهم قسرا من مدارسهم في 17 دولة على الأقل.
وتلتزم مؤسسة التعليم فوق الجميع وشركاؤها بقيادة الجهود ودفع الإصلاحات لحماية التعليم من الهجوم.
وفي كل عام، يتم الاحتفاء باليوم العالمي لحماية التعليم من الاعتداءات في التاسع من سبتمبر لتذكير المجتمع الدولي بالوقوف بحزم وعدم التراخي، ومناصرة قضايا التعليم والدعوة إلى الحرية الأكاديمية والعمل على حماية الأطفال في المجتمعات الأكثر تهميشا وضعفاً في العالم.
ويصادف هذا العام أول يوم عالمي لحماية التعليم من الاعتداءات، بعد قرار اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع في مايو الماضي، ويسترعي هذا اليوم الانتباه إلى محنة الأطفال المتضررين من النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية الذين هم في حاجة ماسة إلى الدعم التعليمي ووضع الاعتداءات على التعليم على رأس جدول الأعمال الدولي، وقد اعتمد هذا اليوم بتوافق الآراء بعد مشاورات مكثفة برئاسة وفد دولة قطر لدى الأمم المتحدة.
وقد قادت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، عضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، تلك الجهود المبذولة لاعتماد هذا اليوم لحماية التعليم في حالات النزاع وانعدام الأمن وضمان فرصة التعليم النوعي والمنصف والشامل للفئات المستضعفة والمهمشة لا سيما في الدول النامية.
ونجحت الجهود في الدعوة إلى تبني الأمم المتحدة لقرار بشأن /الحق في التعليم في حالات الطوارئ/، والذي يؤكد على الحق في التعليم في الأزمات والصراعات، إذ ساهم أعضاء مجلس الأمن في صياغة قرار مجلس الأمن 1998، الذي يجعل من الاعتداءات على المدارس /انتهاكاً صارخا/ لآلية الأمم المتحدة للرصد وتقديم التقارير عن الأطفال والنزاعات المسلحة.