الدوحة في 19 نوفمبر /قنا/ اختتمت مساء اليوم النسخة الخامسة من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، إحدى المبادرات العالمية لمؤسسة قطر، والتي أقيمت على مدى خمسة أيام، بمشاركة أكثر من 300 متحدث عالمي في أكثر من 100 جلسة نقاشية.
واستقطب مؤتمر "ويش" 2020 الافتراضي 60 ألف شخص من جميع أنحاء العالم لحضور جلساته المباشرة. كما استمع المشاركون إلى آراء وزراء الصحة، والعلماء، والأكاديميين، وقادة الرعاية الصحية العامة، وواضعي السياسات الصحية من جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى إصدار أكثر من 15 تقريرا بحثيا خلال القمة يركز على السياسات الصحية.
وركز مؤتمر "ويش"، الذي أقيم تحت شعار "صحتنا في عالم واحد"، على تحديات الرعاية الصحية العالمية الأكثر إلحاحا، ومن بينها الاستجابة لوباء فيروس كورونا (كوفيد-19)، ومعالجة التفاوت في تقديم خدمات الرعاية الصحية التي تعمقت خلال الوباء، وتسريع أنماط الرعاية الجديدة من خلال الحلول الصحية الرقمية، والتركيز أكثر على صحة الأطفال، لا سيما في حالات الصراع أو الصدمات.
وتم التعامل مع تغير المناخ باعتباره حالة طوارئ متنامية، بالإضافة إلى التشديد على أهمية دور التعليم في الرعاية الصحية. كما تم التأكيد على الحاجة إلى اليقظة خلال المعركة ضد تحديات الرعاية الصحية والأوبئة الحالية، والحماية من النمط المتزايد للمعلومات المضللة المحيطة بالرعاية.
وقد غطى مؤتمر "ويش" 2020 عشرة مجالات بحثية أساسية، مثل التكنولوجيات الرقمية، والصحة النفسية، ودور المدارس في صحة الأطفال، والتحديات الصحية للفعاليات الرياضية الكبرى، وتغير المناخ، وترأس كل منها خبير مرموق في مجاله.
وكان "ويش" 2020 الأكثر اتساعا مقارنة بالمؤتمرات السابقة، التي تعقد كل سنتين، حتى الآن، حيث تمكن المشاركون من التفاعل مع متحدثين وخبراء عالميين تحدثوا في إطار سلسلة منتديات المدينة التعليمية التي نظمتها مؤسسة قطر، ومناقشات غير رسمية، وجلسات نقاش تم تنظيمها بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين.
كما كانت القمة بمثابة منصة لإطلاق نسخة مترجمة جديدة باللغة الفرنسية لأول دليل ميداني للأطفال المصابين في الانفجارات في العالم، وهو مشروع تم تنفيذه من قبل "ويش" لإنقاذ الأطفال، وتمت ترجمته من قبل معهد دراسات الترجمة التابع لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة.
كذلك عقدت جلسات التواصل والأنشطة الأخرى في مركز الابتكار، الذي ضم مساحة عرض لمبتكري ويش وشركاء القمة، وكان للمشاركين أيضا إمكانية الوصول الكامل إلى مكتبة وسينما ومعرض للصور، مما سمح لهم بالتمتع بتجربة قمة افتراضية غامرة.
وخلال اليوم الختامي أعلن "ويش" هذا العام عن الفائزين بالجائزة الكبرى من بين 30 مبتكرا فائزا تم اختيارهم كجزء من مسابقة الابتكار الخاصة بهم. وفازت شركة "سوسو كير" من نيجيريا في فئة "ومضة الابتكار"، التي استهدفت الشركات الناشئة، وهي شركة ناشئة صغيرة متنقلة للتأمين الصحي، تمكن الناس من دفع تكاليف التأمين الصحي عبر النفايات القابلة لإعادة التدوير. ونالت الشركة اللقب بالإضافة إلى 5000 دولار أمريكي. وفاز نظام إيلين الطبي لغسيل الكلى ميسور التكلفة، من أستراليا، بجائزة "تسريع الابتكارات" لتوسيع نطاق انتشاره، وحصل على اللقب و10000 دولار.
وفي الحفل الختامي، شجعت السيدة سلطانة أفضل، الرئيس التنفيذي لـ "ويش"، المشاركين وشركاء المؤتمر على المضي قدما في الابتكار بمجال الرعاية الصحية، ومواصلة التعاون في الأشهر والسنوات المقبلة، حيث يواصل مجتمع ويش الاضطلاع بقضايا الرعاية الصحية ومعالجتها، بما يؤدي إلى تغيير حقيقي وطويل الأمد.
وأكدت أفضل في كلمتها على ما جاء في رسالة الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، التي ألقاها إبان افتتاح القمة، وأكد فيها على أهمية تحمل العالم مسؤولية ضمان نشر فوائد الابتكار في كافة المجتمعات، مشيرة إلى أن "الوباء أزمة تحدث مرة واحدة في القرن، لكنها أيضا فرصة لتسخير قوة الابتكار من أجل عالم نريده جميعا أكثر صحة، وأمانا، واستدامة".
وأضافت سلطانة أفضل في كلمتها الختامية للمؤتمر أن هذه القمة أظهرت وجود العديد من القضايا الملحة الأخرى، بما في ذلك تغير المناخ، التي لا تزال تتطلب الاهتمام والخبرة بشكل عاجل، وأن التعاون هو مفتاح حل العديد من قضايا الرعاية الصحية العالمية. وبالرغم من أن مؤتمر ويش 2020 قد اختتم فعالياته، إلا أن العمل مستمر في تسليط الضوء على القضايا المرتبطة بالصحة.
يذكر أن قمة "ويش"، مبادرة الصحة العالمية لمؤسسة قطر، تستضيف غدا الجمعة، ندوة خاصة بعنوان "إعادة تصور الطفولة"، بالشراكة مع اليونيسف، بمناسبة اليوم العالمي للطفل الذي يوافق 20 نوفمبر من كل عام.