تكريم الفائزين بالنسخة الخامسة من /جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد/ في تونس

تونس في 9 ديسمبر /قنا/ أقيم اليوم، في مدينة تونس، حفل تكريم الفائزين بـ/جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد/ في نسختها الخامسة، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة .

وفاز بالجائزة هذا العام كل من الدكتور آدام جرايكار من /أستراليا/ والدكتور مايكل ليفاي من المملكة المتحدة في مجال البحث والمواد التعليمية الأكاديمية، ومنظمة /أو إن جي تولتسوا/ غير الحكومية من مدغشقر، ومركز دراسة الديمقراطية من بلغاريا، في مجال إبداع الشباب وتفاعلهم، والسيد رياض قبيسي من/ لبنان/، ومعهد المرصد السياسي والاجتماعي والبيئي من البرازيل، في مجال الابتكار، ومؤسسة /بيردانا/ للقيادة من ماليزيا، في مجال الإنجاز المتميز.

وحضر الحفل كل من سعادة الدكتور علي بن فطيس المري المحامي الخاص للأمم المتحدة لمكافحة الفساد، ورئيس مجلس أمناء مركز حكم القانون ومكافحة الفساد، وسعادة القاضي عماد بوخريص رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بتونس، السيد ألكسندر زويف الأمين العام المساعد لسيادة القانون والمؤسسات الأمنية، والقاضي الدكتور حاتم علي ممثل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول الخليج العربية ،وأعضاء اللجنة العليا للجائزة ،والمجلس الاستشاري لاختيار الفائزين بها، وعدد من الضيوف الدوليين المهتمين بمجال الجائزة.

وفي كلمة مسجلة عن طريق الفيديو، توجه فخامة الرئيس قيس سعيد رئيس الجمهورية التونسية، بالشكر للمنظمين على الجهود التي بذلوها من أجل تنظيم هذا اللّقاء، متمنيا أن تتبلور أفكار جديدة لوسائل جديدة لمكافحة الفساد ومقاومة المفسدين.

وقال فخامته: "للأسف الشديد مازالت هذه الظاهرة مستمرة، تنخر مؤسسات الدّول والمجتمعات في العديد من مناطق العالم، بل وتزيد استشراءً يومًا بعد يوم. ولقد عمَّ الفساد الكثير من الدول، بل إن شبكات الفساد مرتبطة بعضها ببعض في عديد أنحاء العالم. لقد وُضعت النّصوص وتعددت المؤسسات، ولكن لم تحقّق في الكثير من الحالات الأهداف التي أُنشئت من أجلها، ولم تحقّق مقاصدها النبيلة".

وأشار إلى أن من بين أسباب انتشار الفساد، توزيع الثروات توزيعا غير عادل، وغياب العدل والإنصاف ، مضيفا أنه لا مجال لمقاومة الفساد إلا بقضاءٍ ناجزٍ ومستقلٍ، فبدونه لا يمكن لأحد أن يفرض احترام القانون.

من جانبه أثنى فخامة الرئيس بول كاغامي رئيس جمهورية رواندا، في كلمة مسجلة عبر الفيديو، على دور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والشراكة القيمة مع الأمم المتحدة مما مهد لهذه الجائزة ، مشيرا إلى أن مكافحة الفساد تشكل هدفا عالميا يتطلب تضافر الجهود ، مضيفا أنه قد تكون لمكافحة الفساد تكلفة سياسية، ولكن تكلفة التغاضي عنه أكبر بكثير.

من ناحيتها، أشارت سعادة الدكتورة غادة والي المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة /في كلمة مسجلة/ إلى أن "الفساد يخون الثقة العامة ويسرق الموارد من الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها".

وأضافت "أنه في خضم جائحة كورونا، وأسوء أزمة اقتصادية منذ قرن نحتاج إلى الثقة في المؤسسات والمساءلة في الإنفاق العام أكثر من أي وقت مضى".

وقالت : "نحتاج إلى أشخاص قدوة يساعدون على تعزيز النزاهة والشفافية"، معربة عن امتنان مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات لدولة قطر لإنشائها لجوائز التميز في مكافحة الفساد.

كما ألقى سعادة السيد ألكسندر زويف الأمين العام المساعد لسيادة القانون والمؤسسات الأمنية، كلمة خلال حفل تكريم الفائزين بـ/جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد/ أشاد فيها بدولة قطر، أميرا وحكومة، وبمركز حكم القانون ومكافحة الفساد بالدوحة.

وقال سعادته ، إن الفساد بات يستنزف الموارد من الميزانيات الحكومية، ويحبط نتائج الإجراءات القضائية ويغذي الشبكات الإجرامية والمتطرفة ، لافتا إلى أن: "الفساد لا يقتصر على الدول الهشة بل هو موجود في كل الدول، ولكن التأثير الذي يخلقه ربما يكون أشد تدميرا في البلدان المتعطشة للموارد والتي لاتزال تعمل على تطوير نظام الحكم الرشيد فيها".

كما أكد أن الفساد يشكل عقبة أمام السلام الدائم في المجتمعات التي نشبت فيها صراعات، لذلك فإن مكافحته تكتسب أهمية أكبر أثناء حالة الطوارئ الحالية في ظل جائحة /كورونا/ بسبب تنافس أفراد المجتمع على الحصول على معدات الوقاية الشخصية، والحصول على الرعاية الصحية واللقاحات .

وبدوره، ألقى سعادة الدكتور علي بن فطيس المري المحامي الخاص للأمم المتحدة لمكافحة الفساد ورئيس مجلس أمناء مركز حكم القانون ومكافحة الفساد، كلمة أشار فيها إلى ان اختيار بلد ما لتنظيم حفل تكريم الفائزين بالجائزة فيه لا يتم بصورة عشوائية، وإنما يكون مدروسا من كل الجوانب.

وقال إن اختيار تونس جاء نظرا لتاريخها في مكافحة الفساد، فتونس قادرة في الوقت الحالي كما كانت على دفع العالم العربي إلى مزيد من الشفافية ومحاربة الفساد.

كما ألقى سعادة القاضي عماد بوخريص رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في تونس كلمة أوضح فيها أن تونس التي صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، ترى في هذا اليوم تأكيدا على عزمها الراسخ على التصدي للفساد بكل الإمكانيات والوسائل المتاحة.

وقال "إن الفساد في معناه الموسع وباء يسبب أمراضا اجتماعية ويعرقل التنمية ويهدد الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي ويزرع الشعور لدى المواطنين بعدم المساواة، لذا فإن كافة الشعوب والمنظمات لها دور هام في مكافحة الفساد، صونا للسيادة الوطنية"، مضيفا أن المجهود الوطني والدولي لا يمكن أن يتجلى إلا بالفعل الذي يتطلب إرادة سياسية وبالسرعة المطلوبة لتتبع أباطرة الفساد ومكافحة ظاهرة الإفلات من العقاب.

وشهدت فعاليات الحفل إزاحة الستار عن النسخة الخامسة من نصب "جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد".

ويرمز النصب الذي يظهر على شكل يد فولاذية، ويتجاوز ارتفاعه 12 مترا، إلى تكاتف جميع دول العالم يداً واحدة من أجل مكافحة الفساد، فهو عبارة عن مجموعة من التكوينات الهندسية المتعددة التي تمثل الدول مجتمعة لتكون يدا قادرة على منع الفساد، كما تمثل الفراغات الشفافية في العمل.

ويأتي حفل توزيع جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد، تتويجا لعامها الخامس من التميز والحضور الدولي.

وجاءت هذه الجائزة انطلاقا من إيمان دولة قطر بضرورة العمل الجاد لمكافحة آفة الفساد في العالم لما تمثله من خطورة بالغة على مستقبل الأمم وتقدمها ورفاهية الشعوب وتوفير الحياة الكريمة لهم