استوحى تصميمه من القحفية ملعب الثمامة يلقى الضوء على أغطية الرأس حول العالم

الدوحة في 23 أكتوبر /قنا/ ولدت اغطية الرأس التي ابتكرها الإنسان منذ القدم من الحاجة إلى الحماية من عوامل الطقس، إلا أن أشكالها وتسمياتها وأنواعها اختلفت حسب البيئة وتطورت عبر التاريخ لتنتقل من مرحلة الحماية إلى أغراض الزينة، حتى أصبحت عند كل شعب رمزا ثقافيا وإعلانا عن الهوية والعادات والتقاليد.

عوامل كثيرة وقفت وراء تنوع واختلاف أشكال أغطية الرأس منها المناخ والمواد الأولية في الصناعة وتطور الإنسان في ثقافته ونظرته للأشياء، وهو ما أظهره معرض أغطية الرأس ضمن الفعاليات والأنشطة المصاحبة لتدشين ملعب الثمامة، سادس ملاعب بطولة كأس العالم لكرة القدم /قطر 2022/ جاهزية.

المعرض الذي شهد إقبالا كبيرا من الجماهير التي حضرت مباراة السد والريان في نهائي كأس سمو الأمير المفدى، ألقى الضوء على تاريخ أغطية الرأس في ثقافات مختلفة من أنحاء العالم، التي باتت رمزا للتعبير عن الانتماء في غالبية شعوب العالم.

متلمسا قحفيته التي تغطى رأسه الصغير، وقف الشاب القطري محمد اليافعي يتأمل أغطية الرأس المختلفة في المعرض المتواجد خارج ملعب الثمامة، المستوحى من القحفية، وهي قبعة رأس تقليدية يرتديها الصبية والرجال في أنحاء الوطن العربي والإسلامي.

وقال اليافعي إنه لم يفكر من قبل في وجود أغطية للرأس مختلفة، وأن كل بلد لديه غطاء مختلف يعبر عن هويته، وانه من الممكن أن نعرف انتماء شخص ما وجذوره من خلال غطاء الرأس الذي يرتديه.

ورأي أن تصميم ملعب الثمامة على هيئة القحفية هو بمثابة انتصار لعاداتنا وتقاليدنا، كما أنه سيعزز الهوية لدى الأجيال القادمة والانتماء للوطن.

من جانبه، أشاد الشاب صالح العذبة بالأجواء الاحتفالية والفعاليات والأنشطة -منها معرض أغطية الرأس- التي تصاحب حفل تدشين ملعب الثمامة أحد الملاعب التي ستستضيف نهائيات كأس العالم .

وقال العذبة إن الاستاد تحفة معمارية، وفكرة تصميمه على هيئة قحفية فريدة من نوعها وغير مسبوقة، خاصة أنها تعبير عن هوية أهل المنطقة والعرب عامة وليس قطر فقط.

وأوضح أن ملاعب قطر جميعها تعبر عن تراث قطر وليس الثمامة فقط، حيث يحكي كل ملعب قصة مختلفة من تراث قطر العريق وعاداتها وتقاليدها التي يتوارثها الأجيال .

كانت "الكمة" من بين الأغطية التي ألقى المعرض الضوء عليها، وهي غطاء الرأس لدى العمانيين الذي يميزهم عن بقية دول مجلس التعاون الخليجي، الذين يجتمعون في ارتداء الغترة والعقال باختلافات بسيطة بينها.

ويلتزم العمانيون بارتداء الكمة في مختلف الأوقات، ونادرا ما تشاهد عمانيا صغيرا أو كبيرا وهو يمشي بدونها، حيث تعتبر الكمة من أساسيات لباس العماني بمجرد مغادرته من منزله.

وأبرز المعرض القلانس وهي غطاء الرأس عند الباكستانيين التي تعد جزءا من هويتهم الوطنية، إلا أنها تتنوع حسب الولايات، خاصة في ظل حرفية الصانعين في صنعها يدويا، فمنها ما يطرز ومنها ما يصنع من جلود الماعز والأبقار.

وتنوعت أغطية الرأس في المعرض بحسب أشكالها والمواد المصنوعة منها، وذلك ما بين دول شرق وجنوب آسيا إلى شمال افريقيا، لتحكي فصول وقصص من ارتباط الشعوب بأغطية رأس تعبر عن هويتهم وانتمائهم.

وخصص المعرض جدارية خارج الاستاد، واتاح الفرصة لجميع المشجعين لتدوين كلماتهم على قحفية ثم تثبيتها، احتفاء بتصميم ملعب الثمامة الصرح المونديالي الفريد الذي يجسد الثقافة القطرية والعربية الأصيلة.

وتنوعت كلمات المشجعين المختلفة عن الاستاد المونديالي، لكنها اجمعت على الاشادة بفكرة تصميمه على هيئة قحفية كونها دلالة عن العادات والتقاليد وتحكى ثقافة وهوية وانتماء شعب كامل.