برلين في 21 مايو /قنا/ أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن الوضع العالمي الحالي، يتطلب قدرا كبيرا من التماسك الدولي والمزيد من المشاركة الدبلوماسية.
وتحدث سعادته ،في مقابلة مع صحيفة /هاندلسبلات/ الألمانية، عن المخاوف من حدوث تكتلات كبيرة بين الشرق والغرب، قائلا إن "قطر تريد استراتيجية استثمار متوازنة وعمل جيد مع الجميع".
وأضاف "كدولة من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، نريد الحفاظ على علاقاتنا مع الولايات المتحدة وأوروبا مع الإبقاء على علاقات متوازنة مع الصين وروسيا وغيرهما. ونريد أن نرى كيف يمكننا المساعدة في تجميع كل الأشياء معا، ونتجنب أن نصبح عاملا من العوامل المسببة للانقسام".
كما أعرب عن ثقة دولة قطر الكبيرة في الاقتصاد الألماني ورغبتها في مواصلة الاستثمار في الشركات الألمانية، رغم ما تمر به بعض الشركات من أوقات عصيبة، مشيرا إلى أن قطر لا يزال أمامها الكثير لكي تفعله في هذا الصدد.
وقال سعادته إن قطر تعد بالفعل أكبر مستثمر من منطقة الشرق الأوسط في الاقتصاد الألماني، وهي تبحث دوما عن فرص جديدة خاصة في منصة /ميتال ستاند/، مضيفا أن قطر تركز في استثماراتها على مجال الطاقات المتجددة والطاقة الشمسية وطاقة الرياح واقتصاد الهيدروجين، بالإضافة إلى شركات التكنولوجيا، وقطاع الأدوية، والخدمات والمالية والعقارات، وكذا الشركات المتوسطة والصغيرة، لأنها تشكل العمود الفقري للاقتصاد الألماني، كما ينصب تركيزها كذلك على تكنولوجيا البطاريات، وتقنيات التخزين في مجال الطاقات المتجددة، حيث توجد فرص كبرى في ألمانيا.
وبشأن جهاز قطر للاستثمار، أوضح سعادته أن جهاز قطر للاستثمار هو مستثمر طويل الأجل يهدف إلى خلق دخل للأجيال القادمة من خلال استثماراته العالمية، مضيفا أن الأمر يتعلق كذلك بتنويع إيرادات الدولة في المستقبل. وقال "بوجود صندوق الدولة السيادي، نضمن ازدهارنا كدولة على المدى الطويل. ولهذا السبب نقوم بتنويع استثماراتنا جغرافيا، وكذلك حسب القطاع الاقتصادي".
وكشف عن حوار نشط مع مجموعة /فولكسفاجن/ حول سبل تكثيف التعاون بين المجموعة وقطر، حيث ينصب التركيز الرئيسي هنا على تطوير القيادة الذاتية. وقال "نجري مباحثات مع مجموعة /فولكسفاجن/ حول موضوع إجراء الاختبارات العملية للقيادة الذاتية لهذا النوع من المركبات في مدن قطر".
وعن تنويع قطر لشركائها، أكد سعادته أن هناك ثقة كبيرة في الاقتصادات الأوروبية والأمريكية، لكن في نفس الوقت هناك أيضا ثقة في الاقتصادات الآسيوية، ولهذا السبب تستمر قطر في تنويع شركائها في كل الاتجاهات، لاسيما صوب آسيا.
وبشأن الأزمة الروسية الأوكرانية والدور الذي يمكن أن تلعبه قطر في هذا الجانب، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: "إن قطر ترفض أي اعتداء على سيادة دولة، كما ترفض أي استخدام للقوة ضد دولة أخرى، المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا استمرت لبعض الوقت، لكنها توقفت، ويجب أن تكون هناك مفاوضات لإنهاء هذه الحرب وهذه المعاناة. ونحن نتحدث إلى كلا الجانبين، لأنه في النهاية تاريخ العالم يظهر أن الحرب لا تنتهي أبدا في ساحة المعركة، لكن على طاولة المفاوضات، وكلما كان أسرع كان ذلك أفضل".
وعن حضور جهاز قطر للاستثمار في شركة النفط الروسية /روسنفت/ وفي بنك VTB وغيره، أعرب سعادته عن أمله في أن يتغير الوضع في أسرع وقت ممكن، مؤكدا التزام جهاز قطر للاستثمار بجميع العقوبات وعدم كسر أي منها.
وفيما يتعلق بالملف الإيراني، قال سعادته: "أخبرتنا القيادة الإيرانية أنها مستعدة لحل وسط، والتوصل إلى حل في هذا الشأن سيدعم الاستقرار في الخليج، وسيساعد ضخ كميات إضافية من النفط الإيراني إلى الأسواق على استقرار أسعار الخام وخفض التضخم.
وعن أزمة الجوع العالمية التي باتت تلوح في الأفق بسبب الحرب في أوكرانيا، شدد سعادته على أن الأهم الآن هو أن يتم وقف الحرب في أوكرانيا على وجه السرعة، وبالإضافة إلى ذلك، يجب استثمار المزيد في إنتاج الغذاء في أجزاء أخرى من العالم، موضحا أن قطر استثمرت بالفعل في الأعمال التجارية الزراعية في بلدان أخرى من أجل أمنها الغذائي، وستعمل على توسيع ذلك، لكن ذلك لا يقلل من أهمية إنهاء الحصار على الموانئ الأوكرانية حتى تتمكن سلطات كييف من تصدير المواد الغذائية التي خزنتها.
وردا على سؤال حول كأس العالم FIFA قطر 2022، أعرب سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عن ترحيب دولة قطر بالجماهير الألمانية وبكافة الجماهير الأخرى على أرضها لمتابعة نسخة استثنائية من المونديال. وقال "يجب على المرء أن يأتي إلى قطر ليرى ما تغير فيها على مدى السنوات الأخيرة".
وبشأن ارتفاع أسعار الغاز، قال سعادته إن دولة قطر تبذل حاليا كل ما في وسعها لمساعدة شركائها الأوروبيين لتغطية نواقص أسواق الطاقة الأوروبية. وأضاف "ملتزمون في الوقت الحالي مع الأوروبيين والشركاء الآخرين، ولا نقوم بتغيير وجهة ناقلات الغاز الطبيعي المسال على الرغم من أن عقودنا تكفل لنا القيام بهذا الأمر في حال وجود سعر أعلى في وجهة أخرى"، مبينا أنه "إلى جانب ذلك، تقوم قطر في الوقت الحالي بزيادة إنتاجها من الغاز بشكل كبير بطريقة تخلق قدرات لتصدير المزيد من الغاز المسال إلى أوروبا.