انطلاق فعاليات مؤتمر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) في الدوحة

الدوحة في 19 يونيو /قنا/ انطلقت اليوم، فعاليات مؤتمر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، الذي تستضيفه الدوحة حاليا بفندق الشيراتون ويستمر على مدار ثلاثة أيام.
ويهدف مؤتمر"إياتا" إلى إيجاد حلول تسهم في ازدهار قطاع الطيران المدني في السنوات المقبلة، خاصة أن المرحلة التي يمر بها القطاع تحتم أهمية تفعيل أنشطة التعاون العالمي في الطيران المدني وتمكين العمل التعاوني لدعم تحقيق الطموحات والابتكار ووضع السياسات اللازمة لضمان مستقبل واعد للقطاع، وأن يكون ملتقى لكبار قادة الصناعة في مؤتمر مستقبل الطيران، والتعاون لدفع دفة الطموح والابتكار وصنع السياسات اللازمة لضمان مستقبل واعد لهذه الصناعة.
وتضمنت فعاليات اليوم العديد من جلسات الإحاطة الإعلامية لمناطق أمريكا وأوروبا وإفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ، حيث شهدت التطرق للعديد من المحاور لاسيما تلك المتعلقة بالاستدامة، مع التركيز على الخطوات التي سيتخذها قطاع الطيران بأسره لتحقيق صافي انبعاثات كربونية يصل إلى صفر بحلول عام 2050، ودعم الجهود العالمية للحد من استعمال المواد البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة، ومعالجة التحديات التي يواجهها القطاع للتعويض عن الكربون واستخدام وقود الطائرات المستدام.
وعلى صعيد متصل، تبدأ غدا الإثنين أعمال النسخة الـ78 للجمعية العمومية للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، ومؤتمر القمة العالمية للنقل الجوي، وتشهد الفعاليات التي تشرف على تنظيمها الخطوط الجوية القطرية حضور أكثر من 750 ضيفا من قادة قطاع الطيران، وحضور أكثر من 150 وسيلة إعلام دولية، لمناقشة أهم الموضوعات والقضايا والاتجاهات العالمية المتعلقة بقطاع الطيران.
ويناقش مؤتمر القمة العالمية للنقل الجوي غدا عددا من المحاور المهمة، من بينها الآثار المترتبة عن الحرب الروسية في أوكرانيا على قطاع الطيران، ودور هذا القطاع في دعم الجهود العالمية للحد من الانبعاثات المضرة بالبيئة، وأيضا مساعدة شركات الطيران للتصدي للتحديات التي تفرضها تعويضات الكربون، والتحديات التنظيمية والمالية التي تواجه شركات الطيران العالمية.
وستكون هذه هي المرة الثانية التي يعقد فيها الاجتماع العالمي لكبار قادة الطيران في قطر، حيث كانت المرة الأولى عام 2014، ويعكس قرار تغيير المكان القيود المستمرة المتعلقة بإجراءات السفر إلى الصين بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19).
وتعتبر الجمعية العمومية السنوية لهذا العام فرصة مهمة لقادة الطيران، للتفكير في الحقائق السياسية والاقتصادية والتكنولوجية المتغيرة التي تواجه السفر الجوي مع تعافي الصناعة من الجائحة، وسيعمل الاجتماع السنوي على بناء مستقبل أقوى وأمتن لقطاع الطيران والنقل الجوي.
ومن جانبه، أطلق الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" برنامج IATA CO2 Connect ، وهو أداة عبر شبكة الإنترنت توفر حسابات دقيقة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من رحلات الطيران التجارية.
وأكد "إياتا" أن الأداة الجديدة ستوفر معلومات دقيقة عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لطالبيها تشمل معدلات حرق وقود الطائرات، وحمولة المسافرين، الأمر الذي يميزها عن نماذج البيانات النظرية الموجودة بالفعل في السوق اليوم.
وأشار إلى أنها ستكون متاحة لشركات الطيران وصانعيه ووكالات السفر الذين سيتمكنون من الوصول إلى بيانات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومشاهدة معدلاتها لجميع مسارات رحلات الطيران.
ولفت الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أنه جرى وضع تصور للأداة الجديدة من قبل 20 شركة طيران وصانعي طائرات في مارس الماضي بالتشاور مع هيئات دولية معنية ومقدمي خدمات لوجستية.
وقدم كل من السيد فريدريك ليجر، نائب الرئيس الأول للمنتجات والخدمات التجارية في "إياتا"، والسيد سيبستيان ميكوسز، نائب الرئيس الأول للبيئة والاستدامة شرحا مفصلا حول البرنامج الجديد، حيث يتوفر  IATA CO2 Connect  للشركات داخل وخارج سلسلة قيمة السفر، مثل شركات إدارة السفر (TMCs) أو وكالات السفر أو شركات الطيران أو الشركات متعددة الجنسيات.
ويستخدم  IATA CO2 Connect  منهجية حساب CO2 المطورة حديثًا، والتي اعتمدها مؤتمر خدمة الركاب التابع لـ"إياتا" في مارس من هذا العام، حيث تم وضع تصور للأداة الجديدة من قبل شركاء رئيسيين من 20 شركة طيران وكبرى مصنعي الطائرات، بالتشاور مع هيئات وضع المعايير الدولية ومقدمي الخدمات اللوجستية  American Express Global Business Travel (Amex GBT) ، ومنصة السفر B2B الرائدة في العالم، وتتعهد شركة إدارة السفر (TMC)، التي تدير أكثر من 40 مليار دولار من مبيعات السفر سنويًا، بتزويد عملائها ببيانات انبعاثات الرحلات الجوية الأكثر دقة وموثوقية، مما يمكّن المسافرين من اتخاذ قرارات حجز مستنيرة.
وبدوره أكد السيد ليجر، أن الطيران بشكل مستدام وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يمثل أولوية قصوى، حيث يعمل قطاع الطيران على تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 ويريد المسافرون أن يكونوا أكثر وعياً ببصمتهم الكربونية باستخدام  IATA CO2 Connect ، حيث يمكن للأفراد والشركات الحصول على حسابات دقيقة موحدة لاتخاذ أكثر الخيارات استدامة لسفرهم الجوي مع مراعاة أنواع الطائرات والمسارات وفئة الخدمة، كما أن الأهم من ذلك أنه يمكن دمج البيانات لأغراض إعداد تقارير الشركات.
من جهته، اعتبر السيد فيلي والش المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) خلال حضوره فعاليات مؤتمر "إياتا"، الذي تستضيفه الدوحة حاليا أن شركات الطيران ستتمكن من الحفاظ على تعافيها من أزمة فيروس كورونا (كوفيد-19) رغم وجود بوادر أزمة اقتصادية عالمية.
وذكر والش في تصريح صحفي أن تعافي الطلب الذي بدأ مع إلغاء القيود المفروضة على السفر سيستمر بغض النظر عن الضغوط الاقتصادية على المستهلكين.. مضيفا "لن أتجاهل حقيقة أننا نواجه بعض التحديات. ولكن في الواقع، النظرة المستقبلية تظل إيجابية للغاية. كل الأبحاث التي نقوم بها تعيد التأكيد على أن الناس يرغبون في العودة إلى السفر جوا".
ونوه إلى أنه بينما تتمتع معظم شركات الطيران بارتفاع في المبيعات مع عودة المسافرين للقيام برحلات ترفيهية، فإن هناك شكوكا بشأن مدى استمرار هذا الزخم مع تسبب أسعار الوقود المرتفعة في دفع شركات الطيران لزيادة أسعار التذاكر، فضلا عن أن الضغوط التضخمية تلقي بظلالها على إنفاق العائلات.
وتناولت جلسة الإحاطة الإعلامية الثانية التي تحدث فيها السيد بيتر سيردا رئيس اتحاد النقل الجوي نائب الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي في الأمريكيتين، عددا من الموضوعات الهامة، والمتعلقة بالبيئة التنافسية بين وكالات السفر، والتكلفة، وكذلك البنية التحتية الملائمة، فضلا عن السبل الكفيلة بتطوير السياسة المستدامة لوقود الطيران.
وأكد السيد سيردا أن الاجتماع السنوي العام الـ78 يشهد حضورا هائلا لقادة صناعة الطيران العالمي على أرض الدوحة لمناقشة المتغيرات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية التي تواجه قطاع السفر الجوي، مع تعافي الصناعة من تداعيات جائحة كوفيد-19، وكذلك التباحث فيما يمكن أن تفعله الصناعة لدعم الجهود العالمية للتقليل من "المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد".
وأضاف رئيس اتحاد النقل الجوي نائب الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي في الأمريكيتين ،في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا": "بلاشك لقد باتت الدوحة عاصمة النقل الجوي، وذلك بتواجد قادة قطاع الطيران في العالم في الاجتماع الـ78 للجمعية العمومية للاتحاد الدولي للنقل الجوي ومؤتمر القمة العالمية للنقل الجوي، كما أن الخطوط الجوية القطرية تعد من الشركات الداعمة للاتحاد الدولي للنقل الجوي، وسيساهم المؤتمر في وضع السياسات اللازمة لضمان مستقبل واعد للقطاع".
ولفت إلى أن هنالك تأخرا في الحجوزات سجلته إفريقيا، حيث وصلت إلى حوالي 57 بالمئة فقط من مستويات ما قبل جائحة كورونا، مؤكدا أن إعادة فتح الخطوط الدولية والرحلات الطويلة في الشرق الأوسط هذا العام ستكون عاملا إيجابيا يعزز آمال تعافي حركة السفر تماما من تداعيات الجائحة.
ومضى يقول: "إن الشحن الجوي ارتفع خلال جائحة كورونا بنسبة 18 بالمئة في الشرق الأوسط عن مستوياته قبل الجائحة، وفي إفريقيا بنسبة 9 بالمئة، مشيرا إلى أن الارتفاع يعزى إلى مساهمة قطاع الطيران الذي يعد شريان الحياة بالنسبة للكثيرين، في إيصال اللقاحات ومعدات الوقاية الشخصية والمعدات الطبية والتجارة الإلكترونية".
كما أكد أن ارتفاع الطلب على الشحن الجوي حقق إيرادات كبيرة للعديد من شركات الطيران، مبينا أن عددا من شركات الطيران الإقليمية، وفي مقدمتها الخطوط الجوية القطرية لعبت دورا مهما في هذه المهمة من خلال الاستمرار في الطيران طوال فترة الجائحة.
وتطرقت جلسة الإحاطة الإعلامية الثالثة، إلى التحديات التي واجهت شركات الطيران خلال جائحة كورونا، حيث بين السيد رافائيل شفارتزمان نائب الرئيس الإقليمي في الاتحاد الدولي للنقل الجوي لمنطقة أوروبا، أن الطيران عبارة عن سلسلة مترابطة معقدة وترتبط شركات الطيران بأداء الآخرين، وخاصة المطارات.
وأضاف شفارتزمان أن "الخطوط الجوية تحتاج إلى مزيد من الحوافز لاستخدام وقود الطيران المستدام، ويحتاج المنتجون إلى تحفيزهم لإنتاجه".
كما شدد نائب الرئيس الإقليمي في الاتحاد الدولي للنقل الجوي لمنطقة أوروبا، في تصريح صحفي، على أهمية انعقاد هذا المؤتمر في الوقت الراهن، حيث يعد فرصة قيمة لاستعراض مدى التحسن والتطور الذي طرأ على البنية التحتية في دولة قطر، استعدادًا لاستضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
واكد في ختام تصريحاته، على أن التنمية المستدامة هي أيضا قضية مهمة لأوروبا، مشيرا إلى أنه سيتم تسليم 2 بالمئة من الوقود "الأخضر" (SAF) إلى جميع مطارات الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2025.
وفي جلسة "الإحاطة الإعلامية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ"، أكد السيد فيليب جوه نائب الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي بمنطقتي آسيا والمحيط الهادئ، ضرورة اتخاذ إجراءات لتسريع تعافي قطاع النقل الجوي بسبب قيود السفر التي تفرضها الحكومات بالمنطقة بسبب جائحة كوفيد-19، حيث لا تزال هناك مناطق تطلب اختبارًا للمسافرين الذين تم تطعيمهم (قبل المغادرة أو بعد الوصول)، وقال: "إننا نحثهم على إزالة هذه الإجراءات".
وأشار إلى أن معظم دول آسيا تسمح بالسفر للأشخاص الذين تم تطعيمهم، دون إلزامهم بالحجر الصحي ومع ذلك، لا يزال اختبار COVID-19 مطلوبًا في أماكن كثيرة من آسيا، حيث هناك 10 أقاليم تطلب اختبار ما قبل المغادرة للأشخاص الملقحين، و12 إقليما تطلب اختبارا ما بعد الوصول للأشخاص الذين تم تطعيمهم، وبدأت اليابان في اتخاذ خطوات إيجابية إلى الأمام في هذا المجال.
وشدد فيليب جوه على ضرورة إلغاء الحجر الصحي واختبار كوفيد-19 للمسافرين غير المحصنين، كما يجب عدم إلزام المسافرين بارتداء الكمامات أثناء السفر الجوي.. ونوه إلى أن تصميم الطائرات يضم العديد من المميزات وذلك لتقليل احتمال انتقال الفيروسات على متنها، حيث يتم تحديث هواء الكابينة كل دقيقتين أو ثلاث بشكل متكرر.
وأضاف أن الحجر الصحي لا يزال مطلوبا في العديد من الدول منها بوتان، الصين، تايبيه الصينية، هونغ كونغ، ماكاو، ساموا، وجزر سليمان.. وبين أن الدول التي تطلب اختبار ما قبل المغادرة للأشخاص الملقحين هي: الصين، تايبيه الصينية، اليابان، نيوزيلندا، وكوريا، وماكاو، وساموا، وجزر سليمان.. أما الدول التي تطلب اختبارات ما بعد الوصول للأشخاص الملقحين فهي الصين، تايبيه الصينية، فيجي، كوريا، ماكاو، ميانمار، كاليدونيا الجديدة، نيوزيلاندا، بابوا غينيا الجديدة، ساموا، وجزر سليمان.
وأوضح أن التركيز الحالي ينصب على عمليات الركاب OneID لإضفاء الطابع الرقمي على عملية فحص المستندات الخاصة بشركات الطيران وتسهيل عملية عدم التلامس من خلال تحديد الهوية باستخدام المقاييس الحيوية في المطار.. كما يجري تطوير الخدمات المقدمة للمسافرين، وذلك من خلال إشراك عدد من شركات الطيران والمطارات والحكومات في المنطقة.
وذكر أن الهند تخطط خلال هذا العام بدءا من الرحلات الداخلية، لإطلاق عمليات Digi Yatra التي تعتمد معظم مكونات One ID، على سبيل المثال الهوية الرقمية، ومحفظة السفر الرقمية، وبيانات الاعتماد القابلة للتحقق.
وفيما يتعلق بتجارة التجزئة لشركات الطيران، أكد السيد فيليب جوه أنه يوجد على مستوى العالم أكثر من 70 شركة طيران تتمتع بقدرات البيع بالتجزئة، ولكن توجد 7 شركات فقط في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.. مشيرا إلى أن هذه التجارة يمكن أن توفر لشركات الطيران قيمة مضافة تصل إلى 7 دولارات لكل راكب أو نسبة 4 بالمئة عائد بحلول عام 2030.
وقال السيد فيليب جوه نائب الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي بمنطقتي آسيا والمحيط الهادئ في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا" إن شركات الطيران في آسيا بدأت تتعافى مع قيام العديد من الدول بتخفيف ورفع قيود كوفيد- 19 هذا العام.
وأشار إلى إن إقبال المسافرين على شركات الطيران في آسيا والمحيط الهادئ يتزايد حاليا بنسبة 20 بالمئة مقارنة بعام 2019.. مبينا أن هذا التحسن يعود إلى الرفع التدريجي للقيود التي كانت تفرضها الحكومات.
وأشاد باستضافة الدوحة لكبرى شركات الطيران العالمية خلال فعاليات مؤتمر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا).. مضيفا أن الدوحة اليوم محطة لأهم شركات وقادة قطاع الطيران بالعالم.
وأوضح أن الجمعية العمومية للاتحاد الدولي للنقل الجوي ستناقش العديد من الموضوعات الهامة المتعلقة بقطاع الطيران.. حيث تستضيف الدوحة أعمال هذا المؤتمر للمرة الثانية بعد عام 2014.
وبين أنه من أبرز الموضوعات التي ستتصدر جدول أعمال الجمعية العمومية غدا الإثنين التحديات التنظيمية والمالية التي تواجه شركات الطيران العالمية.