الدوحة في 10 أكتوبر /قنا/ تواصل الأوساط العالمية والدولية إشاداتها الواسعة بالإصلاحات الكبرى التي نفذتها دولة قطر في مجال العمل وحماية حقوق العمال وتوفير البيئة السليمة لهم، لا سيما وهي على أعتاب احتضان بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، التي ستقام في الفترة من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر المقبلين.
وأكد خبراء ومسؤولون سابقون ولاعبون أن دولة قطر قامت، خلال السنوات الماضية، بإصلاحات كبيرة لحماية حقوق العمال، ووفرت لهم وسائل السلامة في أماكن العمل، وسبل العيش الكريم.
وفي هذا السياق، قال جيلبرت هونجبو رئيس منظمة العمل الدولية ورئيس وزراء توغو السابق: إن قطر شهدت تطورا كبيرا خلال السنوات الماضية، وأدخلت عددا من التعديلات والإصلاحات على قانون العمل في وقت وجيز جدا، حيث تم -على سبيل المثال- إلغاء نظام الكفالة، وإلغاء تصريح السفر، وهما أمران مهمان جدا.
كما أشاد هونجبو، خلال مداخلة مع برنامج /إنترناشونال/ على تلفزيون تي في 5 موند /TV5 Monde/ الفرنسي، بالإصلاحات التي اتخذتها دولة قطر لحماية حقوق العمال الوافدين، ومنها "حظر العمل في الخارج بين الساعة العاشرة صباحا والساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر خلال أشهر الصيف، ما من شأنه أن يوفر حماية أكبر للعمال من الإجهاد الحراري".. مشيرا إلى أن "المونديال أتاح لنا فرصة إجراء بعض التغييرات في قطر، التي أقرت بدورها عدة إصلاحات في ملفات لا يتم الحديث عنها حتى في دول أخرى".
من جانبه، قال أولي هونيس الرئيس الشرفي لنادي بايرن ميونيخ الألماني: إنه من المهم مواصلة منح دول مثل قطر شرف استضافة وتنظيم الأحداث الرياضية؛ لأن هناك أدلة على التقدم الذي تحرزه.
وأضاف هونيس، في حديث لبرنامج /Sonntags-Stammtisch/ على تلفزيون بي آر 24 /BR24/ الألماني: "من المهم أن نواصل منح دول مثل قطر شرف استضافة الأحداث الرياضية؛ لأن هناك أدلة على التقدم في المجال الحقوقي، وهو الأفضل على مستوى منطقة الشرق الأوسط برمتها".
ومن جهة أخرى، قال اللاعب الدولي الألماني المعتزل باستيان شفاينشتايغر: إنه "من المبكر تقييم تجربة إقامة بطولة كأس العالم في قطر، خاصة أن هذه التجربة فريدة من نوعها، ولم يسبق لنا أن شاهدنا بطولة تشبهها من قبل؛ ولذلك من الصعب أن نصدر حكما عليها الآن، وعلينا انتظار ختام البطولة".
وأضاف النجم الألماني في مقابلة خاصة مع تلفزيون /سبورت 1/ الألماني Sport 1 Germany، أنه "لا يمكننا الحديث اليوم عما إذا كنا نفضل إقامة البطولة في قطر أم لا؛ لأن البطولة ستقام حتما في هذا البلد، وعلينا أن نعطيه فرصة".
وتابع: "وسائل الإعلام والساسة يركزون على أمور لا يركز عليها الرياضيون، وأنا أثق في كلمات أولاف شولتس المستشار الألماني عندما تحدث عن تحسن الظروف في قطر"، معربا عن تطلعه إلى هذه البطولة.
وبدورها، ذكرت مجلة كولتلاروغيا /kulturologia/ الروسية في تحليل بعنوان "كأس العالم لكرة القدم مناسبة لخلق مساحة ثقافية جديدة"، أن دولة قطر قررت، انطلاقا من إيمانها بوجود قاسم مشترك بين كرة القدم والفن، وهو أنهما يوحدان الكثير من الناس حولهما، الاستفادة من فرصة استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، هذا الحدث الرياضي الكبير، وخلق مساحات ثقافية جديدة، من خلال إعداد برنامج ثقافي واسع النطاق يشمل بناء ثلاثة متاحف جديدة في وقت واحد، بالإضافة إلى المتاحف الموجودة في البلاد.
وأضافت المجلة أن مونديال 2022 الذي ستستضيفه قطر يوصف بأنه فريد من نوعه؛ لأنه ينظم لأول مرة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية في الخريف والشتاء، ويقام كذلك لأول مرة أيضا في الشرق الأوسط وفي دولة عربية، فالدوحة تستعد منذ 12 عاما بشكل جاد ورائع لاستضافة المونديال، ويرغب المنظمون في أن يرى الضيوف ليس فقط المستوى العالي لجهة التنظيم ولكن أيضا أن يتعرفوا على ثقافة وتاريخ هذا البلد.
وأشارت إلى أن حجم استعدادات قطر لاستضافة المونديال مثير للإعجاب، لدرجة أنه جعل العالم بأسره يراقب عملية تحول البلاد إلى مركز ثقافي عظيم، حيث توسعت في فتح المؤسسات الثقافية والمتاحف، مثل: إنشاء متحف الفن الشرقي في لوسيل، وتجسيد مشاريع لأحد عشر فائزا بجائزة بريتزكر العالمية في مجال الهندسة المعمارية.
وخلصت المجلة في تحليلها إلى القول: إن حكومة قطر تنظر للمستقبل لما بعد استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022 من خلال جذب السياح، وتكريس قطر مركزا ثقافيا عظيما.
من جانبها، أجرت صحيفة إل باييس/El Pais/ الأوروغوايانية حوارا مع سعادة الدكتور خورخي أنطونيو سيري ستورزنيغر سفير جمهورية الأوروغواي الشرقية لدى الدولة، تحدث فيه عن استعدادات قطر لاستضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، وتوصياته للجماهير القادمة من بلده لتشجيع منتخب الأوروغواي.
وقال سعادته: إن هذا هو أول مونديال ينظم في المنطقة وفي بلد عربي.. مضيفا: "قطر بلد محافظ وتقليدي، لكن هذا لا يعني أنه ليس بلدا مضيافا، على العكس من ذلك تماما".
كما أشار إلى أن الجالية الأوروغوايانية في قطر ليست كبيرة جدا، لكن مشجعي منتخب الأوروغواي سيتوافدون على الدوحة من مختلف دول العالم ومن دول الجوار.
وأضاف أن سفارة الأوروغواي في الدوحة أعدت دليلا شاملا يشرح الخطوات التي يجب على مشجعي المنتخب اتخاذها، والمحظورات التي يجب عليهم تجنبها، وبعض الأمور الأخرى.
كما تحدث عن إمكانية استفادة بلاده من الملاعب التي سيتم تفكيكها عقب بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، قائلا: "دولة قطر قالت إنه سيتم تفكيك معظم الملاعب أو جزء منها بعد كأس العالم والتبرع بها لدول أخرى، لكنها لم تحدد هذه الدول؛ لذا يمكننا توقع أن تكون الأوروغواي هي واحدة من تلك الدول".
/قنا/