منتدى الدوحة الثامن عشر يختتم أعماله

اختتمت مساء الأحد فعاليات منتدى الدوحة الثامن عشر التي استمرت على مدى يومين وناقشت مجمل القضايا المطروحة في المنطقة والعالم، في مسعى لتبادل وجهات النظر حيال تلك القضايا والوصول إلى حلول جوهرية لها.

ويعد المنتدى واحدا من أبرز المنتديات الدولية في مجال الشؤون الدولية المعاصرة، حيث تتفاعل فيه الأفكار حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية الهامة والملحة من أجل معالجتها ومن ثم التوصل إلى رؤى تشكل قاعدة للعمل الجماعي الجاد، والبحث في كيفية تنفيذها بما يؤمن أوسع نطاق ممكن من المصلحة والقواسم المشتركة في سبيل معالجة التحديات التي تواجه عالم اليوم.

ووفر منتدى الدوحة في دورته الثامنة عشرة منصة لمناقشة قضية "صنع السياسات في عالم متداخل"، حيث تم التركيز في هذا السياق على أربعة محاور أساسية تشمل الأمن والسلام والوساطة والتنمية الاقتصادية واتجاهات وتحولات صنع السياسات في عالم متداخل.

وخلال الجلسة الختامية للمنتدى التي حضرها رئيس الوزراء وزير الداخلية القطري عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، أكد الأمين العام  للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش  أن منتدى الدوحة فتح فضاءات جديدة لتبادل الأفكار وخلق مسارا للتفكير الإبداعي للوصول إلى أرضية مشتركة بين الأطراف في العالم.

غوتيريش الذي وقع خلال اليوم الثاني للمنتدى اتفاقيات مع دولة قطر لدعم عدد من مؤسسات المنظمة الدولية، شدد على أن المنتدى يمثل فرصة لتحقيق ما تصبو إليه الأمم المتحدة خاصة فيما يتعلق بأثر التكنولوجيا على مستقبل العالم.

وشدد على أهمية الاستثمار في مجال توفير تعليم مختلف، مثمنا في الوقت نفسه جهود رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الشيخة موزا  بنت ناصر في مجال التعليم على مستوى قطر والعالم.

وكانت الشيخة موزا قد تبنت منذ عام 2012 مبادرة "علّم طفلا"، وهي مبادرة عالمية تستهدف خفض عدد الأطفال المحرومين من التعليم الأساسي في مختلف أنحاء العالم.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة تكاتف وتعاون العالم من أجل القضاء على عدد من الظواهر التي لا يمكن أن يحقق فيها التحرك الفردي أي نتيجة، موضحا أن ظاهرة تغير المناخ وقضايا الهجرة وتدفق اللاجئين  وتنامي النزاعات والإرهاب جميعها قضايا تحتاج إلى توحيد الجهود العالمية للقضاء عليها.

ودعا غوتيريش إلى ضرورة وجود استجابات عالمية للتحديات الدولية، وبناء بنية متعددة الأقطاب لترسيخ التوازن في عالم ازداد ارتباط بعضه ببعض.

وحذر من أن العالم يشهد حالة من ضعف الثقة بين الشعوب والمؤسسات السياسية والبلدان المختلفة والمؤسسات الدولية، وهي ظاهرة تتوسع حلقاتها بفعل وجود تفاوت في النمو الاقتصادي وتصاعد لمعدلات الدين وتيار باطني من التوترات الجيوسياسية وضغوط على الاقتصاد العالمي، واتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء مما يقوض اللحمة المجتمعية في كثير من البلدان.