الصحف القطرية: مشاركة صاحب السمو في قمة بيروت أعطتها زخما سياسيا

الدوحة في 21 يناير /قنا/ أبرزت الصحف القطرية الصادرة، اليوم مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة بالعاصمة اللبنانية بيروت أمس.. مثمنة حرص صاحب السمو على تطوير البنى التنموية الاقتصادية العربية، علاوة على دعم المشروعات العربية الاستثمارية.

وأكدت الصحف أن دولة قطر كانت وما زالت تؤمن بأهمية العمل العربي المشترك، كسبيل وحيد يفضي إلى تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في بلاد تنعم بالموارد البشرية والطبيعية.

فمن جهتها، قالت صحيفة /الشرق/ إنه "وسط معطيات وتداعيات إقليمية بالغة الدقة والحساسية جاء انعقاد القمة العربية التنموية أمس في بيروت، والتي اكسبتها مشاركة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى زخما سياسيا كبيرا، كان له بالغ الاثر في إثرائها الى حد إنقاذها من الفشل حسبما رأى مراقبون بعد اعتذار غالبية القادة والرؤساء العرب عن المشاركة".

وشددت الصحيفة في افتتاحيتها، على أن حضور صاحب السمو للقمة جاء ليؤكد أن الدوحة رغم حصارها، لم ولن تنسى هموم وقضايا أمتها العربية سياسية كانت أو اقتصادية، ترجمة لمواقفها القومية والعربية الأصيلة.. مشيرة إلى تبرع الدوحة بخمسين مليون دولار لدعم مبادرة دولة الكويت الشقيقة بإنشاء صندوق عربي للاستثمار في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي.

وبينت أن مشاركة القيادة القطرية في القمة ودعمها المالي يحمل في طياته عدة رسائل قوية، لعل أبرزها أنها تؤكد على الدور القطري العربي المحوري، فضلا عن كونها رسالة شديدة إلى دول الحصار، مفادها أن حصارها منذ أكثر من عام ونصف لم ولن يثنيها عن إقامة سياسات خاصة بها تجاه أسرتها العربية.. انطلاقا من إرادة صلبة حرة لا تخضع أو تلين أمام ضغوط، ولا تحركها مصالح ضيقة تختلط فيها أوراق السياسة بمبادئ وقيم المسؤوليات القومية والأخلاقية.

ولفتت إلى أن أيادي قطر البيضاء في محيطها العربي يشهد بها القاصي والداني، ولا ينكرها إلا الجاحدون والذين في قلوبهم مرض، فلطالما وقفت الدوحة بدبلوماسيتها وأموالها تنتصر للأشقاء وتناصرهم في أزماتهم لتجاوزها، وهذا ما يتجلى في دعمها للأشقاء الفلسطينيين سواء في الضفة أو غزة، فضلا عن ضحايا الحرب في سوريا واليمن ولدعم الأشقاء في تونس، بالإضافة إلى إنشاء صندوق برعاية الاتحاد الأفريقي لتغطية تكاليف إجلاء المهاجرين الأفارقة غير النظاميين وإعادتهم ودمجهم في مجتمعاتهم.

وخلصت /الشرق/ الى القول إن "قطر أثبتت وهي الخاضعة لحصار جائر للعالم من خلال دعمها لقمة بيروت انها تمارس دبلوماسيتها بشفافية ونقاء، انطلاقا من قناعات ومبادئ، فلا توظيف أو استغلال لموقف هنا أو أزمة هناك، وفي هذا يكمن سر تقدير المجتمع الدولي لقطر ومواقفها الناصعة".

وبدورها، أكدت صحيفة /الراية/ أن ترؤس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وفد دولة قطر المشارك في قمة بيروت يشكل علامة فارقة في تاريخ القمم العربية، وفي مسيرة لبنان الطامح لغد أفضل بخطى سريعة.. مشددة على أن قطر لم تخيب أبداً آمال لبنان والشعوب العربية التي تتطلع لإنجاح القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية بمدينة بيروت.

وأوضحت الصحيفة في مقال لرئيس تحريرها، أن حضور صاحب السمو للقمة العربية الاقتصادية يمثل رمزية كبيرة لمنح الزخم والدفعة والأضواء للقمة، ويعكس اهتماماً قطرياً واسعاً ببحث أوضاع الدول العربية الاقتصادية، الصعبة في أغلبها، ورسالة قوية أيضاً بتأكيد دور قطر العربي المحوري.. مبينة أن حضور سموه مثل إعادة العرب إلى لبنان، عبر مشاريع اقتصادية واعدة تضخ استثمارات لرئة لبنان المنهك من التجاذبات السياسية.

وقالت "فقد ألقت الانقسامات بين الدول العربية بشأن سوريا والنزاعات الداخلية في لبنان بظلالها على القمة التي تعقد دورتها الرابعة في بيروت، خصوصاً مع إلغاء العديد من الزعماء مشاركتهم بعد أن كانوا يعتزمون الحضور، ليكون صاحب السمو هو الزعيم الخليجي الوحيد الذي حضر القمة، بينما تصر قيادات عربية وخليجية على إصابة لبنان بالشلل الاقتصادي والسياسي، لأنه يرفض الدخول في مغامرات قادة طائشين يلعبون بمقدرات الشعوب دون أدنى مسؤولية بحقوق شعوب المنطقة في الرخاء والاستقرار والتنمية".

وأضافت أن مشاركة سمو الأمير المفدى شخصياً في قمة بيروت التنموية الاقتصادية، صفعة دبلوماسية وسياسية قوية لمن حاولوا إفشالها، كما وجهت رسالة شديدة إلى دول الحصار الجائر بأن قطر أقوى من الحصار، وأن الدوحة لن تتخلى أبداً عن دورها الفاعل في إقامة سياسات خاصة بها تجاه الدول العربية ومنها لبنان، تنتصر من خلالها لمقدرات الشعوب المتطلعة للرخاء والاستقرار، والرافضة للتبعية والتدخلات والإملاءات الخارجية.. تلك السياسات البغيضة التي تفرضها دول الحصار على العديد من دول المنطقة بتخييرها بين التنازل عن السيادة أو تحويلها إلى ساحة للصراعات الإقليمية وفريسة للإرهاب وكتائب الإعلام المأجور لإشعال الفتن السياسية والأمنية.

ونوهت الصحيفة بأن قطر أكدت بتوجيهات من صاحب السمو جدية وفاعلية دورها في خدمة قضايا أمتها العربية بالإعلان عن المساهمة بمبلغ 50 مليون دولار لصالح مبادرة سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، التي تم الإعلان عنها خلال قمة بيروت، بإنشاء صندوق عربي للاستثمار في مجالي التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي.. مشددة على أن هذا الدعم القطري الفوري للمبادرة الكويتية، يعكس حرص الدوحة على فتح طاقات نور في العالم العربي.. كما يؤكد على مساعي الدوحة الحثيثة لدعم مسيرة العمل العربي المشترك مهما واجهت من تحديات وانتكاسات.

وبينت أن توجه قطر وانفتاحها على الدول العربية ومنها لبنان، ينطلق من مبدأ التعاون البناء لخدمة المصالح المشتركة، بعيداً عن أي دوافع وأجندات غير ذلك، وهو توجه قطري استراتيجي متميز، يمثل امتداداً لدور قطر المؤثر دولياً.

وأشارت إلى أنه سيظل إيمان قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بأن لبنان قادر بوحدة وتكاتف أبنائه والقوى السياسية على تجاوز أي تحديات داخلية وخارجية، وتحقيق التنمية الاقتصادية والتوافق السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب اللبناني في غد أفضل.

واختتمت /الراية/ بالقول "دام صاحب السمو حفظه الله نصيراً للشعوب والقضايا العربية العادلة، وعاشت قطر عصية على الحصار ومخططات المتآمرين، وسداً منيعاً في مواجهة كل من يسعى للمقامرة بمقدرات شعوب تتطلع للحرية والرخاء والسلام والاستقرار ".

من جانبها، أثنت صحيفة /الوطن/ في افتتاحيتها بمشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بالقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة، بالعاصمة اللبنانية بيروت أمس، والتي لقيت تفاعلا عربيا وإقليميا واسعا، بإشادة منقطعة النظير لصاحب السمو ودعمه اللامحدود للأشقاء بجمهورية لبنان، وحرصه الكبير على تطوير البنى التنموية الاقتصادية العربية، علاوة على دعم المشروعات العربية الاستثمارية.

واعتبرت أن الدعم القطري لمقترح الأشقاء في دولة الكويت لمبادرة إنشاء صندوق عربي للاستثمار في مجالات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي، بمشاركة القطاع الخاص، هو أمر يشابه قطر وريادتها في إنشاء ومؤازرة الأفكار النيرة والمبادرات الطموحة، لترقية الاستثمار العربي في كافة المجالات، تعزيزا للنمو الاقتصادي العربي.

ونوهت بالحفاوة الكبيرة التي استقبلت بها بيروت صاحب السمو، والترحيب الرسمي الكبير والشعبي الواسع، بمشاركة حضرة صاحب السمو في القمة، في وقت غاب عنها أغلب القادة العرب، موضحة مدى الحرص القطري على العلاقات المتينة مع جمهورية لبنان الشقيقة، والتي كانت قطر سباقة في دعمها وصولا للاستقرار الاقتصادي والأمني والسياسي.

وأشارت الى أن قطر انتصرت للبنان عندما تعرض لعدوان إسرائيلي في 2006، في وقت غاب فيه أغلب العرب، وانتشلت لبنان من شفا حرب أهلية، ودعمت استقرار لبنان حين كللت جهودها الحثيثة لأجل إطلاق سراح الرهائن اللبنانيين في سوريا بالنجاح، وبحضور حضرة صاحب السمو لقمة بيروت، يتواصل الدعم القطري للأشقاء في لبنان.

وأكدت /الوطن/ في الختام أن دعم قطر اللامحدود للأشقاء في لبنان، ومساعداتها غير المحدودة للدول والشعوب الشقيقة، يظل محل تقدير وإشادة العالم أجمع، وإثبات فعلي على انفتاح قطر على الأشقاء، بأيادٍ بيضاء، لا تحمل سوى الود والتقدير ومبادرات التطوير والنماء.

من ناحيتها، أكدت صحيفة /العرب/ أن مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة، والتي عُقدت بمدينة بيروت أمس، شكلت رسالة جديدة تفيد بحرص دولة قطر على دعم جهود التنمية والاستقرار الاقتصادي في العالم العربي عموماً، وفي لبنان الشقيق على وجه الخصوص.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها "إن مشاركة صاحب السمو في هذه القمة، تأتي في هذا التوقيت الحرج والدقيق من مسيرة العالم العربي، في وقت تواصل فيه دولة قطر مضيها قدماً في جهودها الرامية للتخفيف من المصاعب والمتاعب الاقتصادية المتراكمة، التي يعانيها عدد من البلدان العربية التي تجهد في سبيل مواجهة تفشي معدلات البطالة والفقر، وتضاؤل الأفق أمام الشباب الباحث عن بناء مستقبله وبلاده".

وشددت على أن قطر التي تحرص على تلبية الدعوة لسائر المناسبات العربية، كانت وما زالت تؤمن بأهمية العمل العربي المشترك، كسبيل وحيد يفضي إلى تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في بلاد تنعم بالموارد البشرية والطبيعية، لكنها في مقابل ذلك، تدفع ثمن موقعها الجغرافي الاستراتيجي، الذي جعل منها تاريخياً ساحة للصراعات العالمية والإقليمية، التي كانت تجهز على جُلّ المنجزات الاقتصادية والحضرية التي راكمها العالم العربي طيلة آلاف السنوات.

واختتمت /العرب/ افتتاحيتها بالقول إن "مشاركة صاحب السمو في هذه القمة تبعث رسالة إلى الشباب العربي، تفيد بأنه مطالب بعدم التفريط ونسيان آماله وأحلامه، فهو بمثابة وقود لمستقبل هذه الأمة التي لن تحقق رفعتها ومرادها إلا بمساهماته، فمستقبلها ونماؤها مرتبط بعزم أبنائها وقدرتهم على إعادتها إلى المكانة التي تستحق". /قنا/.