متاحف قطر تعرض جزءا من جدار برلين في مركز قطر الوطني للمؤتمرات

الدوحة في 26 يونيو /قنا/ أزاحت متاحف قطر مساء اليوم، الستار عن جزء أصلي من جدار برلين بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، وذلك في إطار التعاون الثقافي المستمر مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، تزامنا مع الذكرى الثانية للحصار الجائر على دولة قطر.

وتم الكشف عن القطعة الفنية، التي أهدتها جمهورية ألمانيا الاتحادية إلى دولة قطر ضمن إطار فعاليات العام الثقافي /قطر-ألمانيا 2017/، في حفل حضره كل من سعادة السيد هانس أودو موتسل سفير ألمانيا لدى الدولة، والسيد أحمد موسى النملة، الرئيس التنفيذي بالوكالة في متاحف قطر، والسيد هشام نورين، المدير التنفيذي للاستراتيجية والإدارة والمشاريع في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والسيد عبدالرحمن آل إسحاق، رئيس قسم الفن العام في متاحف قطر.

وتقدم سعادة السيد هانس أودو موتسل سفير جمهورية ألمانيا لدى الدولة في كلمة له بهذه المناسبة، بشكره لدولة قطر ولسعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر، مذكِّرا بأن الجدار لم يكن يقسم ألمانيا بين شطرين فحسب، بل أوروبا بأكملها.. بين عالم الحرية والانفتاح وبين عالم الانغلاق والكبت.. وأضاف: "أتذكر ذاك اليوم الذي سقط فيه الجدار حينما كنت طالبا في الجامعة". كما تحدث عن الرسامين الذين وصفهم بـ/الشجعان/ الذين كانوا يتحدّون المنع ويقتربون من الجدار للرسم عليه.

وفي سياق آخر، تحدث سعادة السيد هانس أودو موتسل عن العلاقة بين بلاده وقطر ..مؤكدا على أهمية الفن الذي يجمع بين الثقافات، معربا عن أمله بأن يكون هذا الجدار، (سيئ السمعة تاريخيا وما كان يمثله من فصل بين الشعوب)، بارقة أمل ليجمع الشعوب ببعضها البعض ويأتي اليوم الذي يرفع فيه الحصار عن قطر.

من جهته، قال السيد أحمد موسى النملة، الرئيس التنفيذي بالوكالة في متاحف قطر، "إن هذه القطعة التي وصفها بـ/الرائعة/، تمثل إرثا تاريخيا أصيلا وعملا فنيا متميزا يؤكد على العلاقات المتينة بين البلدين وعلى النجاح المستمر لبرنامج التبادل الثقافي لمتاحف قطر."

وأضاف السيد أحمد النملة قائلا : "اليوم نكشف الستار عن الجزء الثاني من الجدار، ليُضاف إلى مجموعة أعمال الفن العام التي تقوم متاحف قطر بعرضها خارج جدران المتاحف، تقديرا لمكانة الفن ودوره في توحيد الشعوب، وتشجيع التفكير والحوار والإبداع بين الجميع."

وكانت ألمانيا قد قدمت لدولة قطر عام 2017 هدية عبارة عن جزأين من جدار برلين، وعرضت متاحف قطر الجزء الأول من الجدار في مبنى جامعة جورج تاون في المدينة التعليمية.

بدوره، أوضح السيد هشام نورين، المدير التنفيذي للاستراتيجية والإدارة والمشاريع في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أن هذا الجزء الأصلي من جدار برلين، يعد قيمة إضافية يكتمل بها 150 عملا فنيا مثاليا تكتنزها مؤسسة قطر في مجموعتها الفريدة، والتي تم استعارة عدد كبير منها من متاحف قطر.. مشيرا إلى أن الأعمال الفنية الموجودة في المدينة التعليمية والمتاحة للراغبين باستكشافها، تعكس الدور الرئيسي للفنون في جميع جهود المؤسسة الرامية إلى تنمية المجتمع.

ومن جانبه قال السيد عبدالرحمن آل إسحاق، رئيس قسم الفن العام بمتاحف قطر في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن كشف الستار عن هذا العمل الفني، يأتي في سياق إحياء الذكرى الثانية للحصار الجائر على دولة قطر، وما للجدار من رمزية كبيرة باعتباره يعبر عن الظلم والتفريق بين العائلات، معربا عن أمله بأنه سيأتي اليوم الذي سيسقط فيه الحصار ويلتئم الشمل من جديد.. مشيرا إلى أنه في الذكرى الأولى للحصار، تم تدشين عملين فنيين أبدعهما كل من الفنان البريطاني مارتين كريد والفنانة القطرية غادة الخاطر.

وتشمل قطعتا الجدار اللتان تم كشف النقاب عنهما في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، عملا فنيا للفنان الفرنسي تييري نوار الذي يُقال إنه أول فناني الشوارع الذين رسموا على جدار برلين في عام 1984، حيث امتلأت الجهة الغربية من هذا الجدار بجداريات تُعبر عن التجربة الألمانية، في تناقض صارخ مع الجانب الشرقي للمدينة، وتم منع المواطنين الألمان من الاقتراب من الجدار. وبعد سقوط جدار برلين، أصبحت الكتابة على الجدران طريقة يعبر بها الفنانون من جميع أنحاء العالم عن شعورهم حيال تقسيم البشر .

وتبلغ سماكة قطعتي الجدار أكثر من متر، ويزيد ارتفاعها عن 3.5 أمتار، ويصل عرضها إلى مترين. والجدار الخرساني مدعم بقضبان فولاذية، ويضم العديد من الكتابات والرسائل المكتوبة برذاذ الطلاء والمفعمة بالأمل والحرية والتغيير.

يُذكر أنه تم بناء جدار برلين في عام 1961 لفصل برلين الغربية وبرلين الشرقية خلال الحرب الباردة من أجل خلق جانبين منفصلين، الغرب الديمقراطي والشرق الشيوعي. قسم الجدار الخرساني برلين بشكل مادي وإيديولوجي، وكان يعتبر رمزا للاضطهاد، حتى هُدم في عام 1989، وأصبح سقوطه نهاية رمزية للحرب الباردة، مع توحد ألمانيا للمرة الأولى منذ عام 1945.